Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح يكتبها ل “أخبار تساوت” المدون ادريس زياد في عدد اليوم الأربعاء: *قيمة الوفاء*

 

 

أصبحنا نخشى من ثبوت قيمة الوفاء التي لا نكاد نتعلمها من تجارب الحياة، ولم نعد نكتسبها من أهلها، فأكثر ما حولنا يفيض بالخداع والغش والحسد ونكران الجميل واللؤم والغدر وخفر الذمم ونكث العهود وخيانة الأمانة، كما نخشى كثيراً أن ينطبق علينا الحديث المروي عن الصحابي الجليل مرداس الأسلمي: “يُقبض الصالحون أسلافاً ويفنى الصالحون الأول فالأول حتى لا يبقى إلا مِثل حثالة التمر والشعير لا يبالي الله بهم”

وأمسينا لا نكاد نجد من حولنا رعاية ليدٍ سالفة أو حرمة لازمة أو ذمّة قائمة أو وداد لحظة، فإذا كان أحدهم راعياً فعضّ عليه بكل جوارحك، وحدِّثْ بنعمة ربك بوجوده معك، واترك بين الناس أملاً، وعموماً فإن أكثر ما رأيناه في الأوفياء النادرين من هؤلاء، أنه بات لديهم فلسفة شخصية تتجاوز تجارب الواقع المرير، ومعاملات رفاق الطريق، وتتسامى عنه زهداً وتغافلاً، مع مسحة حزن صابرة لا تخفيها عيونهم، حتى إن بعضهم يظن أن الوفاء يحتجب عن الناس إذا قلّ فيهم، ولم يكن محل أولوية في معاملتهم، وأن ما أصابهم ربما كان عقوبة لهم على ما وصل إليه حالهم من انعدام الوفاء فيهم…

والغرق في تجارب الواقع لن يُبقي للأخلاق النبيلة أثراً، لذلك فالأخلاق يلتزم بها صاحبها كمبادئ وفلسفة حياة يعمل لإحيائها بطريق الحياة بها ما استطاع، والوفاء بين الناس كثير وخاصة في الدوائر المغلقة والعلاقات بين المقربين، لكننا لا نسمع به، لأن أصحابه لا يتحدثون عنه، ولا هو مما يثير الفضول بخلاف الغدر والخداع…

وهذا نتيجة انحسار القوة المعنوية الأخلاقية عن النفوس والقلوب والعقول، وطغيان القوة المادية عليها، التي جعلت الإنسان وكأنه حيوان يعيش في غاب، لا يحتاج لغير الظفر والناب، يجب رد الإعتبار للقيم الإنسانية التي تتمحور حول قوله تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ليس أغناكم، والوفاء وصف يدخل في باب التقوى، كما أنه وصف يلامس الألم والأمل معاً.

🖋️زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.