الكل يعلم أن الكريم لا يغدر، والصادق لا يفجر، والحبيب لا يكره، والرحيم لا يحرم، والسافل لا يردعه إلا سافل مثله، لأنه لا يفهم لغة الإحترام، والمحترم يعجز عن التعامل بلغة السافل، فلا ترفع وضيعاً، ولا تضع رفيعاً، وأنزل الناس منازلها، واسْقِ نبتَة الإحساس في نفسك من ينابيع إنسانيتك، واعطِ من يستحق ومن لا يستحق مما أعطاك الله، مالاً أو علماً أو عملاً أو أصلاً، دون أن تبحث عن حقيقتهما، فالأول سيكون حافظاً كريماً وفياً، والثاني سينقلب خاسئاً غادراً دنياً، تكشفه الدنيا الدنية، فإياك ثم إياك أن تكون مساعداً ومعيناً للمجرمين في معاصيهم وإجرامهم، فالآجال والأرزاق بيد الله جل في علاه، قال تعالى:(قال رَبِّ بما أنعمتَ عليّ فَلَن أكون ظهيراً للمجرمين)، واحذر أن يأتي عليك يوم لتطلب من بعض من ظلمتهم “بكم تبيعني مظلمتك”
لكن حينما يدخل هوى النفس والمصالح الذاتية في أي موضوع، فإنهما يفسدان أي علاقة، وقد تُنسي المرء كل المشترك، ما لم يتدخل العقل ويؤوب المرء إلى رشده ويُصلح ما أفسد، ومفهوم كلمة “المصلحة” أصبحت تُعَلّق عليه كل الرغبات والطموحات الشخصية لبعض من يطلق عليهم اسم “اولاد الحرام” هذه التسمية أو الكلمة في المفهوم الشعبي المغربي كلمة شاملة كاملة المعنى والمبنى، تعني كل سيء وشرير وندل وخسيس وقواد ومنافق ومغتاب ونمام ولص وماكر وناكر للجميل وحاقد ومكروه وشيطان مريد، هذا النوع من الإنس كالجن لا يزيد الآخرين إلا رهقاً، أما صاحب المبدأ فلا يرضى أن يسكت عن كلمة الحق ويفضل دائماً أن يكون شمعة تحترق لإنارة الطريق، وتبقى الأيادي الراجفة دائماً زائفة، خائفة، عاجفة وواجفة.
🖋️ إدريس زياد