أكثر من مائة عام على وعد بلفور تصهين فيها خلق كثير عرب وعجم ومن كل الطوائف والديانات، وأصبحوا أكثر من الصهاينة الأوائل تصهيناً، كان الوعد عبارة عن رسالة من بلفور وتحقق الوعد بسبب غباء العرب وخداع بريطانيا، صدر الوعد وبقي طيّ الكتمان حتى تمكنت بريطانيا من احتلال فلسطين، كانت مهمتهم تمهيد الأرض للصهاينة وتسليحهم…
وهذا نص الرسالة المقتضبة التي أرسلها بلفور إلى اللورد روتشيلد يعده فيها ببلاد ليست لهم: *عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جداً أن
أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته، إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية*
بعد ذلك أصبح العالم كله لا يعرف إلا لغة المصالح، لا أخلاق ولا مباديء، فبعض العرب يلهثون خلف إسرائيل طمعاً بكسب ودّها في السر والعلن، وبعضهم الآخر في أسوء حالاته، تأكلهم الصراعات الداخلية وتطحنهم الحروب والجهل والفقر والمرض والإستبداد، هم لا يصنعون إلا الفقر والبؤس واللاجئين والعاطلين عن العمل، العرب ليس لديهم مؤسسات قانونية فاعلة للنظر في حل المشاكل من الزوايا القانونية، فإلى متى سيظل العرب يستجدون عالماً لا يرى الضعيف ولا يحترم غير القوي؟
لهذا وجب عليهم الكف عن المطالبة بالمستحيل، فلا تتحقق الطلبات إلا بالقوى وهم لا حول لهم ولا قوة، ولا يمتلكون قوة ضغط مؤثرة.
🖋️إدريس زياد