تكليف شخص لا علاقة له بالتعليم بقطاع التربية يعطي الحكومة الإنطباع أن لا نية لها للنهوض بهذا القطاع حالياً، فالتعليم وبعدما قارب العقد من الجمود، يحتاج إلى حوار وطني شامل من أجل رفع الحيف عن القطاع و أهله، وضمان الحق في التعليم لجميع أبناء الشعب، هذا القطاع اليوم لا يستطيع الوقوف على قدميه، فهو معطوب منذ زمن، لا يقدم لطالب العلم سوى جرعة مخففة لا تكاد تخترق غشاء العقل، تركز هذه الجرعة على الحفظ للمعقد غير المستوعب، أو الخفيف غير ذي العمق، يحاول (المجهول) تخفيف هذه الجرعات مخافة نشوء جيل يدرك حالة التيه والتتويه، التي تمارسها الجوقة ذات العلاقة وإن كانت غير ذات علاقة، فهي شكلية بلا مضمون، أو ضمنية بلا شكل أو تشكيل بل مشكلة أو مشاكلة، وهذه سياسة رش اللحم بالملح كي لا يفسد، لكن إذا فسد الملح من يصلح الملح؟
قلة هي التي تدرك عمق الحالة، إذ أصبح العمق ضحلاً، وأصبحت الضحالة ميزة، فحين يصبح هم الباحث الترقيات لا العلم، وحين يصبح هم المعلم إنهاء البرنامج فحسب، وحين يصبح هم الأسرة العلامات المحصلة لا الإستيعاب و التطور والفهم، عندها يصبح التعليم عند التلميذ أو الطالب همّاً وغمّاً وعقاباً وسجناً، وعليه تجاوزه بأي طريقة ولو بالغش، ثم تدور الدوائر ونبقى نسير فيها مفرغة ليس لدينا الوقت حتى لنفكر في كيفية الخروج منها، هذا إن أردنا الخروج أصلاً، وإننا نساهم في هدم أجيالنا بأيدينا قبل غيرنا مع كامل الأسف.
🖋️إدريس زياد