Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح  يكتبها ل “اخبار تساوت”المدون ادريس زياد في عدد اليوم الأحد :*حتى أنت يا قيس*

المغرب سبّاق إلى الخير، وله فضل كبير على تونس منذ انقلاب زين العابدين بن علي، حينما احتوى الطلاب التونسيين في الجامعات المغربية، الجزائر في عهد الرئيس المقعد تُرشي الغنوشي ليذهب إلى الجزائر في عز الحراك ويلتقي بوتفليقة الحي الميت، ويعطي نصائح للشعب الجزائري لتلطيف الأجواء والتراجع على انتفاضته، واليوم الرئيس المعقد تبون يرقص على جراح التونسيين الذين ناضلوا ولا زالوا يناضلون لأجل ترسيخ الديمقراطية في بلادهم، يدعم المنقلب على الشرعية داخل تونس، ليحدو حدو الكابرنات ويتبع تعاليمهم الديكتاتورية وتوجهاتهم المعادية للمغرب ووحدته الترابية، الشعب التونسي غني عن الصدقة والشعب الجزائري يحتاج أكثر من الشعب التونسي إلى الأموال المنهوبة التي تسلم إلى رئيسهم اللا شرعي كرشوة لغرض في نفس تبون، لكن المغرب يبقى عصياً على الكابرنات جيران السوء ومن والاهم، فشتان بين الإستثمار في الصناعة والتجارة والفلاحة، والإستثمار في سفك الدماء والحقد والكراهية…

هي ليست ثورة على الفساد بتونس، لكنه انقلاب متكامل الأركان على الشرعية بزي مدني؟

الثورة اصطلاحاً تعني القضاء على كل ما هو فاسد، فهل ثورات الربيع العربي استطاعت تحقيق المفهوم؟

الثورة التي لا تهز المجتمع هزاً، ولا تغربله لتتخلص من سوسه، ولا تغير الحالة جذرياً وفورياً ليست ثورة، بل هي ترقيع لثوب ممزق بالكامل لا ينفعه الترقيع، تونس نموذجاً، لا توجد ثورات شعبية في التاريخ القديم أو الحديث هناك انقلابات فقط، أما الثورات إذا لم يثخن المنتصر بالمنهزم ويجتثه من جذوره لن يستقر له الأمر بل إن ما فعله الإنقلابي قيس تونس كان مفسدة أعظم مما كان عليه الحال زمن بن علي، لأنه تصرَّف تصرُّف الحملان الوديعة وهذا تصرف ساذج يصل حد البلاهة والحماقة، من كان يقرأ عن الثورة الإسلامية في إيران كان يظن أن الخميني بالغ بالقتل، لكن الواقع يقول لو لم يفعل هذا ما استقرت إيران، لا يوجد حل وسط في الإنقلابات، إما القصر أو القبر…

هكذا هي ديمقراطية العرب، يمارسونها بأي طريقة، ولا يعترفون بنتائجها، يفترسونها عند أول فرصة تسنح لهم، لا تأخذهم بالشعوب رأفة ولا رحمة.

فهل هي مشكلة الديمقراطية؟

أم هي مشكلة الشعوب؟

أم مشكلة الحكام؟

أم هي المؤامرة ونظريتها؟

أم أنها خلطة من كل ذلك؟

قيس سعيد مدني بعقلية عسكري ينقلب على المدنيين، لن تستقيم الأمور إلا بجنرال ينقلب على الجميع، الأيام قادمة وقيس بن سعيد سيكون جسراً لعبور العسكر للسلطة، لكن الأمر الغريب في تونس أن المنقلب هو شخص مدني منتخب عكس تبون الجزائر الذي جاء بإنقلاب عسكري، هنا يتضح أن عقلية الإستبداد ليست مرتبطة بالمدني أو العسكري بل هي عقدة نفسية، الرئيس التونسي قيس بن سعيد اتخذ عدة إجراءات بحضور مسؤوليين أمنيين، كتعطيل عمل البرلمان والذي يعتبر بمثابة استيلاء على السلطة التشريعية، تولي السلطة التنفيذية وهو استيلاء على السلطة التنفيدية، تولى إدارة النيابة العامة وهو استيلاء على القضاء، تعطيل تشكيل محكمة دستورية، والنتيجة أن تونس أمام انقلاب على الشرعية….

الرجل دخل بقوة عالم السياسة من العدم السياسي محل ارتياب كبير، كان الغنوشي يرفض دعمه في الإنتخابات الرئاسية لولا ضغوط قاعدة النهضة عليه، لكون قيس خبيراً قانونياً وفقيهاً دستورياً دخل قلوب الشعب من بوابة العاطفة وحمل شعار العروبة في مواجهة الفرانكفونية، وشعار إسناد فلسطين في مواجهة التطبيع، انتقلت الثورة المضادة من العداوة إلى المساندة في مواجهة خصومه السياسيين ولاسيما من حركة النهضة التي قررت دعمه دون تنسيق معه للوصول إلى حالة المواجهة الشاملة مع التيار السياسي الإسلامي وتيار الثورة، وظهرت الثورة المضادة إلى جانبه في قراراته الأخيرة، هذه الثورة المدعومة من الحلفاء المعروفين تتبنى مبدأ إقصاء الإسلاميين عن المشهد السياسي ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي على جميع المستويات…

لذا تبيّن أن الصراع في تونس لم يكن مستنداً إلى مصالح تونس وسبل تقدمها بقدر ما هو صراع فكري إرهابي تلوّن بِرُقَع السياسة واستخدم نفوذها الباطش، بغرض احتكار السلطة في طبقة مهيمنة نافذة ذات قاعدة فكرية مشتركة تستهدف فكر الثورة الشعبية ومن أتى محمولاً بها، تونس التي تعتبر أول دولة عربية انطلقت منها شرارة الثورة على الظلم والديكتاتورية لا أعتقد أن شعبها سيقبل ويرضى ويرضخ بعد انقلاب الرئيس على البرلمان والحكومة وإرجاع تونس إلى الوراء مثلما حصل في مصر عام 2013، انقلاب الرئيس التونسي على رئيس الحكومة الذي عينه بنفسه وعلى البرلمان الذي انتخبه الشعب هو انقلاب غريب وفريد وعجيب لا يمكن أن تغيب عنه الأيادي الخفية…

تبقى الرويبضات رابضة على الشعوب ما صمتت، وتبقى الديمقراطية بكل عيوبها أجمل من الديكتاتوريات الفاشلة، فما حدث في تونس يمكن تسميته بالإنقلاب المتكامل الأركان على الفكر والإختيار والشرعية، لكن قيس بن سعيد ليس رجلاً عسكرياً وتونس فيها خريطة سياسية عجيبة وغريبة ولا يمكن التنبؤ بالتحالفات خصوصاً بعد تزوير الدستور، وهناك مواقف يمكنها قلب الطاولة كاتحاد الشغل “النقابات المهنية”، والأجهزة الأمنية التونسية.

🖋️إدريس زياد

محمد لبيهي

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.