الإيهام هو زراعة الوهم الموهوم، حتى يتصوره البعض أنه حقائق، هو نفسه ما يسمى بغسيل العقول أو قرصنة العقول، تمارسه الأحزاب على من وضعوا ثقتهم فيهم بلا رادع أو وازع، فوظيفة بعض البشر وضع نظارات الغشاوة على عيون الآخرين، وهي الخطوة الأهم في عملية غسيل الأدمغة، هذه من أسوإ الوظائف في تاريخ البشرية، فهي التي تعمل على طمس الحق وتحويله إلى باطل، وتزيين الباطل وتحويله زوراً إلى حق إرضاء لسادتهم، هؤلاء الذين يعملون في تناقض كامل لعملية الإصلاح الذي أصبح الحديث عنه كتلك العبارة المكتوبة على علبة السجائر (التدخين يضر بالصحة) والكل يدخن، فالإصلاح لن يكون دون زوال اللصوص وأعوانهم…
لقد اتسع نفوذ خبثاء الطينة وقذِري الطباع، وملؤوا هذا الفضاء بفضلاتهم حتى إنه لا يسعك أن تخرج منه إلا انغمستَ بالسَّكَن الأسود الطافح منهم، فصاروا يقحمون أنوفهم في كل باب من أبواب منصات التواصل والإعلام البديل التي نحتاج للدخول عليها، ففي كل المنصات تجد لهم مرتعاً وسوقاً ونجاسة، حتى أصبحنا كمن ينظف مجاري الصرف الصحي، ومن يفعل ذلك لابد أن تصيبه رائحته النتنة ولطْخه المبقّع ببثور وقاحتهم وشذوذهم، بل إن بعضهم يفيض فمه من هذه المجاري ولا يبالي، وبعضهم تنسد عليه مجاريه فيصير منها فيصمت صمت أهل القبور، ولا تكاد تميّزه عنها…
فالعجب كل العجب للأقلام والأفواه على هذا الصمت المطبق والمذل اتجاه موجة الغلاء غير المسبوقة، على عكس ماكانت عليه خلال الحكومات السابقة، من تشدق بالكلام المنمق المرقق المنسق، واسترزاق بالمواقف، والكلام والصمت، والإقدام والإحجام.
🖋️إدريس زياد