بعض الإخوة ولهم عندي مودة، لكنها لاتمنع من توجيه نقد بلا إشارة، هؤلاء الإخوة يكون حرف أحدهم عنيفاً حين يتعلق الأمر بالرد على الرأي المخالف أو الرد على الرد، ولتطهير القلوب من الحقد يجب على الإنسان وعلى وجه الخصوص المتعلم أن يغسل قلبه من أدران الكراهية لأنها ثقب أسود يبتلع كل ما هو جميل، فالإرتقاء عملية شاملة، للحس، والذوق، والقول، والفعل، فُرض على الذين يرتقون بأفكارهم أن يرتقوا بأخلاقهم، ليس سياسة فحسب لكن أدباً وخلقاً وذوقاً، واللغة القاسية في مخاطبة الآخر المخالف والمنهج المتطرف والإعتماد على الردح والشتم لا يليق بالإنسان ولا بالرسالة التي يحملها، وحتى اللغة التسولية في مخاطبة الآخر المخالف والمنهج المتطرف نزولاً، والإعتماد على التملق والنفاق والإستعطاف لا يليق بالإنسان ولا بالرسالة التي يحملها…

لا تسعوا لشذوذ الرأي وانفراد القول والردود على الردود عنفاً، وادعاء الصواب وتسخيف الآراء الأخرى كبراً، فهذا في حده تطرف والتطرف كله مذموم، والمتطرفون أسرع الناس انقلاباً على شعاراتهم وأكثر الناس انحيازاً لمصالحهم، بل وأشد الناس حقداً وتحريضاً على من كانوا معهم وأعلى الناس نفاقاً لمن صاروا معهم، لا تستهينوا بالآراء على هذا الفضاء، كل يقدم ما يملكه ويستطيعه، ومن لديه القدرة على ما هو أكثر من ذلك فليتفضل فالميدان واسع ورحب…

أرجو ألا يظن أحد أنني أستقل من شأنه، أو أنتقص منه، فالعبرة بمنهجي الناقص، وليس بأدبكم الذي قد يكون عظيماً متفرداً…

قال جبران خليل جبران:

*لقد تعلمت الصمت من الثرثار، والتساهل من المتعصّب، واللطف من الغليظ، والأغرب من كل هذا أنني لا أعترف بجميل هؤلاء المعلمين*

🖋️ إدريس زياد