Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

المدون مصطفى لحميدي : الكاتب الحر.. بين الكلمة والضمير

الكاتب الحر هو صوت الضمير والوعي، الذي يحترم ذكاء القارئ ويفهم مسؤولية الكلمة. لا يكتب لمجرد التعبير عن الذات أو لجذب الإعجابات، بل ينقل الحقيقة وينحاز للحق، لقضايا جماعته او مدينته ، ولهموم المجتمع، وللكرامة الإنسانية. إنه مرآة صادقة لمشاعر الناس ووجدانهم، ومرشد لمن يريد أن يرى الواقع بعيون واضحة، لا مشوهة.

لكن ممارسة هذه الحرية ليست سهلة، فالكاتب الحر يواجه التنمر، والشيطنة، والتجريح، ومحاولات مستمرة لتهميشه وإسكاته. الحقيقة دائمًا خصم أعداء الوعي، الذين يسعون لتجريده من هويته ومبادئه، وإدخاله في عوالم ضبابية هجينة، بلا قيم، بلا هوية، وبلا ضمير، حيث يصبح الصمت قاعدة والطاعة فرضًا، والكلمة الحرة جريمة.

ماذا يعني أن يرى بعضهم معاناة السكان ولا ينقلها بصدق، بل يسعى لتزييف الحقائق أو تحريفها؟ ماذا يعني أن تُهدر حقوق الفقراء والضعفاء، وأن يُغلق الباب أمام الحقيقة، ويُستبدل نقل الواقع بحب المظاهر والتظاهر بالاهتمام، بينما الناس يعانون العطش والفقر والحرمان من أبسط حقوقهم؟

وماذا إن شاهد بعضهم الكاتب الحرّ، ينقل الحقيقة بصدق ويكشف ما يخفى عن أعين الناس، فيكتفون بالتصفيق الصامت أو التجاهل؟ ماذا إن رأوا الكلمة الحرة تواجه الظلم، وتفضح الزيف، وتدافع عن حقوق المقهورين، فاختاروا الخوف أو اللامبالاة بدل الانحياز للحق؟

ومع كل هذه التحديات، يظل الكاتب الحر شعلة مضيئة، فكلماته ليست مجرد نصوص عابرة، بل سلاح يفضح الظلم، ويكشف الخداع، ويعيد للحق مكانته. إنه يثبت أن الحرية الفكرية والكلمة المستقلة هما أساس أي مجتمع واعٍ ومتقدم، وأن من يمتلك الجرأة ليقف في وجه الظلم يصبح قلب التغيير ونواة التنوير.

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.