يتابع المهتمون بالشان المحلي لمدينة شيساوة،الانعكاسات السلبية للركود التجاري والاقتصادي بالمدينة،بسبب التداعيات السلبية للجفاف،والهجرة القروية نحو المدن الحضرية،وغياب برامج تنموية بديلة من شانها التخفيف عن هذه الأزمة الخارقة التي يمر بها إقليم شيشاوة والمصنف ضمن خانة الاقليم الاشد فقرا على الصعيد الوطني،وفق التقاريرالرسميةهذا الركود الاقتصادي والتجاري،اضطر مجموعة من المشاريع التجارية والخدماتية إلى توقيف نشاطها ،وخير مثال على ذلك هو إغلاق وكالة “أوطو هال” لبيع السيارات و الشاحنات والآليات الفلاحية،بالاقليم.ويرىالملااحظون المحليون بان توقف هذا المشروع المهيكل ليس مجرد حدث تجاري معزول، بل مؤشر على ضعف الطلب المحلي، بسبب انكماش الاستثمار،ارتفاع البطالة، وتآكل ثقة رجال الأعمال في السوق الإقليمي والمحلي.
مثل هذه المؤشرات السلبية،تستدعي من الباحثين وصناع القرار على قياس مستوى الركود المحلي وتحديد حاجيات الإقليم لإنعاش اقتصاده (مثل دعم المقاولات، تحفيز الاستثمار، أو تحسين البنية التحتية لجذب النشاط التجاري.
بالاضافة إلى ذلك نجد قطاع البناءكثاني أكبر قطاع تشغيل بعد الفلاحة،الذي يشهد وضعا كارثيا، بمدينة شيشاوة خصوصا، وهو وضع لم يعرفه العاملون به منذسنوات، وقد ارجع المهتمون بالشان المحلي هذا الركود في قطاع البناء الى كونه نتاج مباشر لعدم تسوية وضعية العقار وتمليك الأرض بالاحياء التابعة لملك الدولة الخاص واراضي الجموع وحرمان المواطنين من تسلم الشواهد الإدارية،الأمر الذي يحكم على أي مشروع بالفشل بسبب عدم إمكانية انجاز التصاميم والرخصة الإدارية ،وترك الباب مفتوحا لبعض تجار الانتخابات للتلاعب بمصائر الساكنة والاتجار في اصواتهم ومصادرة حريتهم أثناء الانتخابات الجماعية والبرلمانية وغيرها من الاستحقاقات.
ومن جهة أخرى تضيف مصادرالجريدةفإن تفويت مئات العقارات سابقا من اراضي المدينة لفائدة مستثمرين ، في مواقع استراتيجية ، كان من الممكن أن تكون قاطرة للتنمية،بدل أن تصبح معرقلة،حيث أصبحت المدينة منكوبة أغلب اراضيها مسيجة دون ادماجها في دواليب الاقتصاد المحلي، وكل ذلك من أجل ارضاء خواطر نافذين من عالم السياسة والرياضة والفن، المستفيدين من امتيازات في إطار ما يصطلح عليه باقتصاد الريع.
اذن فتحريك عجلة التنمية يحتاج إلى جرأة وشجاعة وحياد وحكامة في تدبير المجال الترابي أولا وتخطيط افقي فعال يستجيب للحاجيات الفعلية والواقعية للساكنة المحلية باقليم شيساوة.