عندما يشعر معظم الناس بأن اغلب المؤسسات التمثيلية والادارية لا تنتمي اليهم ولاينتمون اليها ولا تمثلهم ،ليس بالمعنى القانوني للكلمة ،بل بالأثر الذي تنتجه وتوزعه هذه المؤسسات والمرافق العمومية ،يشعرون بأنها غريبة عنهم وهم غرباء عنها ،ومقابل ذلك يلمسون كيف انها “سخية ومعطاء ” مع البعض ،ثمارها تصل إلى هذا البعض دون الباقي ،يلاحظون ويلمسون كيف ان هذه المؤسسات تصنع الحواجز والتمييز والترقي الاجتماعي ويؤدون لوحدهم الكُلْفة والضريبة ،إنها تعيد توزيع الثروة والإنتماء والقيم وكل شيء بشكل غير عادل بل وظالم عندما يشعر الناس بأن تلك المؤسسات مجرد جدران فاقدة للحياة والثقة ومبددة للأمل والحلم ،وصانعة للظلم والتمييز والفوارق ،حينها يفقد الوطن والوطنية والمواطنة معناها الحقيقي ويكفر الناس بكل شيء ليبقى السؤال ونحن على ابواب استحقاقات كثيرة سياسية ورياضية واقتصادية هو كيف نعيد الحياة للمؤسسات التمثيلية والإدارية ويعود الناس إلى حضنها ودفئها كما يعود الولد الصغير إلى حضن أمه والطير إلى عشه.
فهل من ارادة حقيقية لفتح ابواب الأمل والثقة في المؤسسات قبل ان يضيع كل شيء ؟ والبداية ،ان اردنا ان نمنح الناس الامل والثقة ،بمواجهة شجاعة وحازمة بدون هوادة للفساد والرشوة ونهب المال العام والإثراء غير المشروع وتضارب المصالح والقطع مع الافلات من العقاب وتفكيك منظومة الإبتزاز السياسي والتشريعي وشبكات ومافيات الفساد التي تعبث بالمؤسسات وتستغلها لخدمة مصالحها وتوسيعها ضدا على المصالح العليا للوطن وتهدد الأمن والاستقرار .
*محمد الغلوسي