ماذا يعني صمت الأنظمة العربية أمام المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني؟ هل هو خوف من الكيان الصهيوني و من أمريكا التي تترأس الحرب على الفلسطينيين ،ليس في غزة فحسب ، بل في كل المدن والقرى الفلسطينية حيث يوجد العرق الفلسطيني؟ هي أسئلة أصبحت تطرح نفسها بكل إلحاح و ملحاحية ، لأنه حينما تتحرك دول عبر العالم تدين الجرائم الحربية التي ترتكبها الآلة العسكرية الصهيونية العالمية بزعامة أمريكا ضد المدنيين و الأطفال و ضد الأطفال الرضع و ضد النساء و ضد النساء الحوامل و ضد الشيوخ ،أي ضد الإنسانية و الأنظمة العربية المتخاذلة صامتة ،فإن ذلك يعني تواطؤ مكشوف مع الكيان الغاشم و من معه ضد المقاومة الفلسطينية حتى لا تحقق النصر للفلسطينيين و للأمة العربية المستعبدة . إن موقف الأنظمة العربية الداعم ضمنيا للكيان الصهيوني يهدف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية و على المعارضة الفلسطينية حتى ترتاح إسرائيل و حتى يكتمل مشروع التطبيع الذي وضعته أمريكا و الذي من شأنه الهيمنة المطلقة على الدول العربية والإسلامية سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا .
إن مشروع التطبيع وجد ضالته في نفوس الأنظمة العربية الحاكمة التي تدعي دفاعها عن الشعب الفلسطيني لتضليل شعوبها ، و إذا ما تحركت هذه الشعوب وجدت القمع والإهانة أمامها . لكن هل يتحقق حلم هذه الأنظمة أم يتحقق حلم المقاومة الفلسطينية ؟ إن التاريخ يخبرنا بأن النصر لم يكن أبدا حليف الطغاة و لا الأنظمة المستبدة، بل كان حليف كل الحركات التحررية عبر العالم. لقد انتصرت المقاومة الفيتنامية على التحالف الأوروبي الأمريكي الهجين في ستينات القرن الماضي و انتصرت المقاومة المغربية و الجزائرية و التونسية و المصرية على الاستعمار رغم تفاوت في ميزان القوة. التاريخ يحدثنا عن انتصار المقاومة في الدول الافريقية والدول الآسيوية . إن انتصار المقاومة الفلسطينية السياسي قد تحقق من خلال التعاطف العام العالمي الشامل مع الشعب الفلسطيني و مع قضيته العادلة و انتصرت للشعوب العربية حيث كشفت عن خيانة بعض الأنظمة العربية وعن مدى ارتمائها في أحضان الصهيونية .و أما النصر القادم فهو تطهير الأرض الفلسطينية من الاستعمار الصهيوني.
البدالي صافي الدين