سراق الزيت صاحب الهمّة العالية والحكمة المتعالية يتجول هذه الأيام في المعاصر ليختار ما لذ وطاب من زيت الزيتون البيليكي، هذا اللص الموسمي يتوافد على هذه المنطقة الغنية بهذه النعمة خصوصاً أيام السبوت والآحاد، أما سراق الزيت المحلي فهو خيطي بيطي إلى المعاصر على متن سيارات *جابها الله* دون استحياء في أي وقت وحين…٧
لا يُعقل أن تعالج ماضيك المظلم لتلميع حاضرك بالزيت، والإحتماء بمخلوقات ضعيفة كباقي مخلوقات الله، وتتحول معها إلى عبد ذليل، لربما ذاك سراق الزيت يعاني من ذات الهواجس المفزعة التي تعاني منها أو أكثر، فلا تفزع منه كما تفزع النساء من سراق الزيت الحقيقي، إبحث عن سبل أخرى وتأكد أن المال والنفوذ لن يمنحك الشرف العظيم، ولن يحسن به أن ينفعك حينما يريد الله أن ينفذ مشيئته وعمرك قصير مهما طال، لن تجد فيه متعة إلا بحفظ كرامتك والتصدق على المحتاجين والفقراء بالزيت إن فاض عليك الرزق، لكن يبدو أن للأنانية لذة عند صاحبها لا تقل كمّاً عن لذة الزيت عند سارقه…
لن تستطيع تغيير شكلك بالدهن لتصبح جميلاً في عيون *سراق الزيت*، ولكنك بلا زيت تستطيع تزيين أخلاقك وتجميل أدبك لتكون أجمل ما رأت عيون الناس، وحده الله من يمنحك الكرامة والشرف والحصانة من شر العباد، تقرب إليه في كل الأوقات، وتحسس رحمته في عافيتك وصحة أولادك وذويك، فمن تعلق برقاب العباد ذل وأرهق روحه، ومن تعلق بحبل الله عاش سعيداً وإن كابد مشاق الحياة، طوبى لأولئك الذين لا يجد الشيطان بجوارهم شربة ماء، ولا بقربهم موطئ قدم…
سُئل *سراق الزيت* عن أمنيته في هذه الدنيا، فأجاب وقد سال الدمع من عينيه، “أمنيتي أن أموت موتة طبيعية”
🖋️إدريس زياد