قال مهنيون ومنتجون فلاحيون ان اقليم قلعة السراغنة عرف خلال بداية موسم جني الزيتون الحالي، توقف واغلاق أزيد من ثلاثة مائة وخمسين معصرة بسبب تراجع انتاج هذه المادة التي تأثرت أشجارها في جل المناطق بشح التساقطات المطرية وتوقف عملية السقي.
وأوضح المتحدثون للجريدة الالكترونية “أخبار تساوت” ان القطاع، عرف هذه السنة حركة ضعيفة لنشاط المعاصر التي فتحت أبوابها بدوائر الاقليم منذ اسبوعين، وشهد تراجعا قدر بحوالي أزيد من خمسين في المائة مقارنة مع نشاطها في الموسم الماضي، مما تسبب في تقليص فرص الشغل بنسبة كبيرة وركود غيرمسبوق للرواج الاقتصادي الذي كان يعرفه اقليم قلعة السراغنة خلال فترة موسم جني وعصر الزيتون طيلة السنوات الماضية.
الحسن الشعيبي رئيس الفرع الإقليمي لغرفة الفلاحة بقلعة السراغنة وأحد المنتجين والمهنيين بالقطاع الفلاحي، أكد في اتصال به صباح اليوم الجمعة،” أن الوضع بات صعبا جدا والعديد من المنتجين يجنون في صمت، بسبب التراجع الكبير الذي سجل خلال الأسابيع المنصرمة.
وأوضح رئيس غرفة الفلاحة باقليم قلعة السراغنة في تصريحه ان قطاع الزيتون يشكل لساكنة العالم القروي بمنطقة السراغنة وزمران، مدخولا مهما ومصدرا للأمن الغذائي إلا أنه لم يتلق أي توجيهات في هذه الظرفية الحرجة، قبل الحديث عن المساعدات.مضيفا أن الاقليم عرف توقف نشاط معاصر كثيرة وهو مايعني ان الاقليم عرف خسائر مناصب شغل مهمة،لايعرف قيمتها سوى القاطنين والمهتمين بظروف سكان العالم القروي.
وفي سياق متصل، علمت جريدة “أخبار تساوت” أن السلطات الحكومية الوصية “بصدد اعتماد قرار يمنع تصدير زيت الزيتون خارج المغرب”، بهدف “التحكم في أسعارها بالسوق المغربية المحلية ومواجهة تداعيات ارتفاع الطلب عليها”.كما أكد رشيد بنعلي، رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون (INTERPROLIVE) التوجه الفعلي للحكومة المغربية، ممثلة في وزارتيْ الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والصناعة والتجارة، “من أجل إصدار قرار مشترك يمنع تصدير زيت الزيتون إلى الخارج، وذلك تفادياً لسيناريو ارتفاع أسعار هذه المادة الحيوية المستهلَكة من طرف المغاربة بشكل كبير”، وفق تعبيره.
ومعلوم ان إقليم قلعة السراغنة يتوفر على 895 وحدة لاستخراج زيت الزيتون من بينها 487 وحدة تقليدية، وتتراوح طاقتها الإنتاجية اليومية ما بين طن واحد إلى خمسة أطنان بالنسبة لهذه الأخيرة، و15 طنا فما فوق بالنسبة للوحدات شبه العصرية العاملة بالطاقة الكهربائية.
وتجدر الاشارة أن شجرة الزيتون باقليم قلعة السراغنة تغطي قرابة 60 ألف و 500 هكتارا ويتراوح إنتاجها، حسب المواسم، ما بين 60 ألف و230 ألف طن، وهو ما يمثل 28% من متوسط الإنتاج الوطني. ويستأثر استخراج زيت الزيتون بـ65% من الإنتاج ويمكن قطاع التصبير واستخراج زيت الزيتون موسميا من تشغيل نحو 3330 من اليد العاملة.