ثمة من يصل إلى موقع متقدم على ظهر جماعة أو تيار دون أن يملك أية فرصة للوصول بغير هؤلاء، فإذا وصل واستقر أمره بدأ يتطلع إلى مستقبل جديد بلا تكاليف ولا تضحيات، ومالت نفسه إلى الترف والراحة، وأسهل الطرق نحو هذه الحياة الجديدة هي الإنقلاب القذر على الجماعة التي حملته وأوصلته إلى مربع الموالاة والخوض في أعراض من أوصلوه وأسرارهم دون أن تردعه مروءة ولا أخلاق…
هذا المتقلب اللئيم الحربائي الزئبقي المتلون، تراه يتلون في كل مناسبة كما تتلون الحرباء بطبيعتها، لكن الحرباء تتلون للتخفي وهو يتلون للظهور، يتظاهر بعمل المصلحين، لا يثبت على قول أو رأي وليس له ممسك، لا خير فيه، وهو أرخص الناس معدناً، فإذا دارت الأيام وخسر موقعه فلا ينبغي لعاقل أن يخاصمه أو يبسط له يد مسامحة ولا يد انتقام، ولا شيء يعذبه كإهماله وتركه على قارعة النسيان، أما ما بينه وبين الله فشأن يخصه وحده وهو أعلم به.
🖋️إدريس زياد