Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

مع قهوة الصباح يكتبها ل “أخبار تساوت”المدون ادريس زياد في عدد اليوم السبت يكتب عن :*بوسنطيحة*


لا يتقن إخفاء الشر الذي يسكنه، جلسته وحديثه ونبرة صوته تفصح عن طبيعة روحه السوداء الموحشة، لستَ وحدكَ من لا يحسن الحديث معه، بل حتى مع نفسه يتصارع وكل شيء لديه ظلامي، كل شيء لديه فيه صراع وعنف وفساد ونرجسية، لم تتغير ملامح ذات الحيوان الغير الأليف المنطوي والموحش في كثير من الأحيان مهما بلغ من العمر عتياً، السنطيحات معادن وبعض المعادن أصلب من بعض، والسنطيحة والتسنطح خيار استراتيجي لتضليل ما يمكن تضليله، وهي السر في نجاح كثير من اللصوص في عدد من السرقات، يقول دوستويفسكي: “لا بد أن لك جبهة من تلك الجباه الفولاذية، إن لي جبهة أنا أيضاً، ولكن لا يسعني أيها الأخ إلا أن أعجب بجبهتك”

فحينما يضعك الله في موقع مسؤولية ما “أبوسنطيحة” فذلك يعني تكليفاً وليس تشريفاً، وعليه يترتب ما يلي:

لا يحق لك “أبوسنطيحة” أن تتباهى وتتعالى على الخلق، ولا يحق لك “أبوسنطيحة” أن تأمر الخلق بأمر ما وأنت تعجز عن فعله، ولا يحق لك “أبوسنطيحة” أن تكذب على الناس، ولا يحق لك أن تسرق أموالهم وأحلامهم وأمنياتهم، ولا يحق لك “أبوسنطيحة” أن تسرق زيتهم من المعاصر في موسم الزيتون وكأنك “سرّاق الزيت”، ولا يحق لك “أبو سنطيحة” أن تسرق أكباشهم في العيد الكبير وكأنك “فراقشي”، ولا يحق لك أن تسرق قمحهم في موسم الدراس دون أن تعمل أي جهد وكأنك “الصرار” الدائع الصيت في التلحين والغناء على الجراح والركوب على الأقراح ومراقبة النمل وإعداد التقارير المزيفة، وأخيراً لا يحق لك أبداً “أبوسنطيحة” أن تعبث بالحقائق لتظهر بطولاتك المزيفة أو أن تخون ضميرك لمصلحتك الشخصية، فإذا لم تكن داعية إصلاح بين المتخاصمين “أبوسنطيحة” فلا تكن داهية حرب ولا تدخل مربع الوساطة بينهما بمكر، وإذا لم تكن جسر بناء فلا تكن معول هدم، لقد وضعك الله “أبوسنطيحة” في محل مسؤولية إذ استخدمك لخدمة الخلق لا للتعالي عليهم، ورغم ذلك سيأتي عليك وقت “أبوسنطيحة” يتم فيه الإستغناء عنك بالكامل، حينها سيراك خلق الله “أبوسنطيحة” وسيلفتون وجوههم عنك ويعرضون عنك ويدعون عليك في صلاتهم، فاللهم ثباتاً على الحق…

إحذروا “بوسنطيحة” فمثله مثل تاجر الخُرْدة، وشتان بين من يتاجر في خردة المعادن ويجمعها ليُعاد تصنيعها، وبين من يتاجر في خردة الكلام وأعراض الناس من غيبة ونميمة أو تجسس أو كذب أو بهتان أو نصب أو احتيال أو تدليس أو خيانة أمانة أو قطيعة رحم أو إفساد بين الناس، أو خردة الكلام الفاحش من سب وشتم ولعن وغير ذلك، الأول يحصد أجراً مادياً، والآخر يحصد وِزراً وإثماً يغضب الله، ويؤدي إلى الوقيعة بين الناس وإثارة الفتن.

🖋️إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.