عندما تعم التفاهة والإسفاف فاعلم أن وراء ذلك أيادي خفية وخبيثة تريد السوء والخراب، وتوزيع التفاهة هنا وهناك، فقط لعبة للتمويه والتسطيح وتحوير الإهتمامات إلى مواضيع هامشية، أن تصبح هرطقات الفاشلين سياسياً مواضيع نقاش، فهذه كارثة الكوارث و أم المهازل، وحتى لا تتسيد التفاهة على المشهد، لا تصنعوا باهتمامكم ومتابعتكم للأحداث التافهة فقاعات مثيرة للإنتباه، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، لكني أعتقد أن الفساد السياسي والفكري والأيديولوجي أخطر على البلاد من الفساد الأخلاقي، فالأول يؤثر في الناس تحت شعارات مختلفة تكون في العادة براقة ومنمقة مثل: سياسي محنك، رئيس الرؤساء، محلل سياسي كبير…أما الثاني فخطره ومردوده السلبي يعود على ممارسه وعلى كثير من الجهلة المتتبعين مثل: طلاق شيخة، سجن صعلوك بفضيحة، خصام لكوامنجيا، واااحسان…
والخطأ الكبير الذي ارتكبته الدولة هو أنها اختارت المراهنة على الحلقة الفاسدة، والمتمثلة في نخبة تعتقد نفسها مميزة على الشعب، تنصب في مناصب عالية وبأجور خيالية تنهك صناديق الدولة، اختيار أتى في سياق سياسة فاشلة، وكان رهاناً خاسراً وتصوراً خاطئاً أيضاً، وقراءة قاصرة، والنتائج المحققة الآن تغني عن الإيضاح : اختلاس، بطالة، فقر، تعثر تنموي، إفلاس تربوي و أخلاقي، تشرذم سياسي…والأكثر من هذا نهب المال العام الذي لم يعشه المغاربة من قبل إلى درجة التساهل مع الفارين من العدالة الذين أصبحوا يدافعون باستماتة عن الفساد، وأصبح فضحه في معتقدهم جرماً يعاقب عليه القانون، والسبب عدم متابعتهم والزج بهم بناء على تقارير المجلس الأعلى للحسابات، فأبطال تراجيديا الفساد، لصوص المال العام الذين استطابوا الأدوار واستأنسوا بها كثيراً وكانوا سبباً رئيسياً في المزيد من الكوارث والإخفاقات السياسية المخزية والفضائح الأخلاقية، التي ألقت بظلالها الرهيبة على كل مجالات الحياة، مطاردتهم ومتابعتهم وَهْمٌ واستحالةٌ وطريقٌ لا محدود…
عن أي إصلاح تتكلمون، ونحن غارقون في أوحال الجهل والهوى وسوء الخلق، وتاريخ من الخيانات، والفضائح الأخلاقية والجرائم السياسية، فأنى يتغير ما بنا ؟!
🖋️إدريس زياد