الأرقام الرسمية حول الصحة النفسية للمغاربة غير مطمئنة .معدل الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية مرتفع ،حيث لاتكاد تخلو عائلة من مريض بهذه الأمراض.المقلق جدا أن نسب عالية من هؤلاء المرضى يقذف بهم إلى الشارع بسبب ضعف منظومة التكفل والرعاية الصحية بالمستشفيات المتخصصة .على مستوى الإقليم يمكن بسهولة ملاحظة أنه إقليم منتج ومحتضن لهذه الفئة ، لأسباب متعددة ،بل لقد تحول إلى مكب وملجأ للتخلص من المرضى من مختلف الجهات .مع إغلاق ضريح بويا عمر وتعثر مستشفى الامراض العقلية عن استقبال ومعالجة المرضى تنتشر بشكل خطيرة مظاهر الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم من طرف المرضى ،حيث تتكرر مشاهد تكسير جماجم المارة و السيارات وواجهات المحلات التجارية .عقب كل حادث اعتداء ترتفع الاصوات بضرورة إيجاد حل لمواجهة الخطر المحدق بسلامة الناس والممتلكات الصادر عن مرضى مهملون يشكلون خطرا على حياة المواطنين .لاشك هناك جهود تبدل ،لكنها غير كافية . الأمر يتطلب تظافر جهود الجميع : سلطات محلية ، مجالس منتخبة ، مندوبية وزارة الصحة ، مجتمع مدني ..,وذلك للحد من حدة الظاهرة التي تستفحل مع كل موسم صيف حيث ارتفاع قياسي في درجات الحرارة ،هذه الحرارة التي يبدو أنها تشكل عامل تهييج لمرضى الامراض العقلية فيصبحوا أكثر عدوانية .المطلوب كذلك هو أن يتعبأ برلمانيو الإقليم من أجل إخراج مستشفى الامراض العقلية من وضعه المحير الراهن كمستشفى تم تدشين انطلاق العمل به بدون أن تنطلق فعليا المهمة التي من أجلها تم بناؤه.