Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح يكتبها ل “أخبار تساوت” المدون ادريس زياد في عدد اليوم الاثنين:*الإكتئاب السياسي*


 

ليس الإكتئاب هو ذلك المرض المعروف، أو ذلك النوع الذي تمر به المرأة بعد الولادة، ولا ذلك الذي يصاب به الناس في فصل الشتاء بسبب قلة الأمطار، هو ذلك الإكتئاب السياسي الذي يصل لحد فقدان الأمل بأي تغيير إيجابي للواقع البائس الذي وصل بنا إلى مرحلة الإستيئاس، الكل أصبح يعرف تمام المعرفة أن هذا الواقع لن يتغير بالأمنيات ما لم يترافق نضج الفكر السياسي والتشمير على السواعد، لكن سواعدنا اليوم مكبلة أو مشغولة بالتحسس على الجيوب، أما نضج الفكر السياسي فقد غاب في السنوات الأخيرة مع غياب قيادات منظّرة ومفكرة سياسياً وتنظيمياً قادرة على إنتاج وإخراج فكر سياسي جديد متطور يضاف إلى الإرث القديم وغياب عنصر الثقافة في الصف الأول من قيادات الأحزاب، حيث كانت في الماضي المكاتب السياسية واللجان المركزية للأحزاب تعج بمختلف التيارات والأفكار السياسية، أما اليوم فلا نرى إلا أصحاب المصالح والتجار وركّاب أمواج الأحداث، فهؤلاء أصبحوا عناوين هذه المرحلة مما ترتب عليه انهيار الديمقراطية مع انهيار الفكر السياسي والتنظيمي وحتى الأخلاقي…

 

لا يمكن الحديث عن الديمقراطية ما دامت وسائل الإعلام وصناعة الرأي يملكها ويؤثر فيها أصحاب المال والسلطان، غالبية من يفوزوا في الإنتخابات ليسوا الأكثر وطنية ونزاهة، بل الأكثر دعماً من قبل أصحاب المال والإعلام والقوى الخفية، فعندما يسجن المطالبون بالإصلاح والشرفاء ومعلمو الناس الخير ويضيق عليهم، فتوقع أن تنطلق الوحوش البشرية من عقالها وتفعل الأفاعيل، حب المال حقيقة إنسانية وواقع بشري، لكن يبدو أنه فاق عند البعض كل التقديرات وتعدى كل الحدود، الديمقراطية ثقافة ونمط عيش وعمل مؤسسات ومناخات مجتمع وجهاز تنفيذي مستقل في قراراته، بينما يعتقد البعض أنها صندوق انتخاب يدلس قبله وبعده كما يشاء، فأيّة عملية انتخابية تعتمد سياسة تدوير النخب واستبدالهم بآخرين، وإحلال البدائل المتربصة محل الفاشلين، تعني اتصال حلقات الفشل لكن بأريحية، كل ذلك يتكاثر وينشط ويتناسل في ظل غياب تام لرباط المسؤولية بالمحاسبة…

 

إن التغيير الحقيقي هو تغيير منهجي مقنع يعتمد على تنزيل القوانين، وإسنادها باستقرار مؤسساتي مرن، واسترشادها بتفكير تطويري، والتزامها بتجويد الأعمال، واستقطاب الكفاءات، وليس تثبيت العاملين، كما أن أحد أكبر محطات التغيير هو إرادة نافذة للدولة تسعى من خلالها إلى نقل التجارب والخبرات إلى المؤسسات ودعم الشباب والمساعدة على تكوينهم المستمر، ومنح المجربين الخبراء أدواراً حقيقية تليق بهم في مربعات إنتاج غير استرضائية، ونزولهم للمشاركة في العمليات التنفيذية إذا لزم الأمر، لا تغيير المواقع وتدويرها والتمسك بالمسؤوليات.

🖋️إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.