لا تصدق خطاباتهم يا ولدي حتى وإن رأيتهم يُقسمون على كتاب الله، لا تصدقهم وإن تحدثوا عن الوطنية في اليوم خمس مرات كالأذان، لا يَغُرنّك انبحاح أصواتهم ولا انتفاخ أوداجهم ولا تصبب عرقهم، فهم بارعون في التمثيل يا ولدي، يُجيدون تقمص الأدوار…
عد للمنزل يا ولدي، هم يحسبون الشعب مجرد “كُمبارس” في فلم كبير، يغضب وقت ما يشاؤون ويسكت وقت ما يشتهون، لستم مجرد دمى في أيديهم ولستم سوى عرائس تحركها خيوط مربوطة في أصابعهم…
تمسك بالحقيقة، احمل القلم يا ولدي، لا تكبر قبل أوانك، أشعل نور المعرفة ومعرفة الحقيقة في عقلك، لا تناضل بالطريقة التي يريدونها ويحددون وقتها، فلربما تُعتقل يا ولدي، ويُقطع راتبك وتُحرم من الوظيفة لأنك لا تحمل نفس جيناتهم الحزبية، هم يُفرّقون يا ولدي بين مناضل ومناضل، بين موظف وموظف، بين مواطن ومواطن…
الوطن يضيق ببعض أبناءه يا ولدي ويقسو على من ضحى وناضل، هذا زمن العجائب يا ولدي، في النهار يسيرون في مسيرة وفي الليل يقطعون راتب من سار ويحرمونه حق التظاهر.
🖋️إدريس زياد