لو بحثنا في تاريخ الأكلات الأكثر شهرة في مطابخ الشعوب وثقافاتها لوجدنا أن أطباق القطاني بدأت في بيوت الفقراء والفئات الهشة، فمن كان يصدق أن يصبح العدس طبقاً لأجل العلاج قبل الغداء؟ وهل كان الأغنياء يضعون العدس على موائدهم وجبة رئيسية؟
والآن وقد أصبح الناس يتباهون بصحن العدس وصحون القطاني كالفول والحمص والفاصوليا ما يُبرز تطور المطبخ عندهم، في حين كانت هذه الأطعمة حكراً على الفقراء…
وجبة العدس من تراث المطبخ المغربي، إذا جاء الشتاء طابت مجالسُه، وزَكَت محابسُه، حينما نشتهي وجبة العدس، والتي تستغرق سيدة البيت التي تعرف كيف تجعل بيتها عامراً معموراً في تحضير الوجبة السريعة التحضير، والتي تتوفر مكوناتها في كل بيت، بين كاره لها وآخر جاهل بحقيقتها، وجبة مثل هذه رخيصة وعابرة، ولا تقدم للضيوف عادة إلا في وقت الحضور المفاجيء…
هذه الأكلة التراثية التي تشتهر في كل أرجاء البلاد مكونة من العدس البني غير المقشر، حيث يكون لابساً جبّته على كل هندامه، فيُسلَق حتى يتهرّى من النضج، وبعضهم يحب حبته متماسكة ناضجة، ويوضع معها الفلفل الأحمر الحرّاق والثوم المدقوق وزيت الزيتون الأخضر والملح والكمّون ولابد أن يكون معه الخبز البلدي ومعه الفلفل المنقوع بزيت الزيتون…
وعليك أن تكون مستعداً له فلا تفطر انتظاراً لوجبة العدس، وبعد تناولها ستحتاج إلى كأس شاي مرزز، ثم ستشعر ببعض الإسترخاء والرغبة في الإستلقاء.
🖋️ إدريس زياد