أصل كلمة “عضو” تعني في المعاجم القديمة، كل عظم وافر من الجسم بلحمه، وفي لسان العرب مثلاً: الواحد من أعضاء الشاة وغيرها، إذن فالكلمة انتقلت دلالتها على سبيل المجاز اللغوي، ومنها جمع الجمع: أعضاء، واشتقاق “العضوية”
وكلمة “عضو” هي في الأصل مرادفة لكلمة “شِلْـو” بمعنى قطعة اللحم فجاءت في الحديث الشريف بمعنى قطعة من جهنم، حيث وردت بالتأنيث:
“قال الرسول لأبي بن كعب: “تقلّدها شِلوة من جهنم” فالشِلْوة هي مؤنث الشلْو وهو العضو، وقد علّق الشريف الرضي في كتابه “المجازات النبوية”على ذلك بقوله: “إنما قال شلوة، ولم يقل شلواً، لأنه حمل على معنى القوس وهي مؤنثة”.
والمعجم الوسيط يكتب: هو أو هي عضو، وهي عضوة، وهذا بالطبع بعد قرار من مجمع اللغة العربية في هذه المسألة.
في رأيي كما حُملت (الشلوة) على القوس حتى (العضوة) حُملت على المرأة.
هي إنسان أو إنسانة:
يقول الفيومي صاحب (المصباح المنير): “الإنسان يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع”
يقول الجوهري في (الصِّحاح): “ويقال للمرأة أيضاً إنسان، ولا يقال إنسانة”
يرى الزبيدي في (تاج العروس) أن كلمة (إنسانة) صحيحة و يورد آراء بعض العلماء ممن أجازوها،”فلا يقال إنها عامية بعد تصريح هؤلاء الأئمة بورودها وإن قال بعضهم: إنها قليلة فالقلة عند بعض لا تقتضي إنكارها وأنها عامية”.
ويرى كذلك عباس أبو السعود في (أزاهير الفصحى) أن (إنسانة) عامية، وأن كلمة (إنسان) اسم جنس يقع على الذكر والأنثى، وتستعمل للجمع بدليل قوله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” سورة التين.
يقول المتنبي:
لاعبتُ بالخاتمِ إنسانةً *** كمثل بدرٍ في الدجى الناجمِ
وفي قول الثعالبي:
إنسانة فتّانة *** بدر الدجى منها خجلْ
ويقول ابن سكّرة:
في وجه إنسانةٍ كلفتُ بها *** أربعة ما اجتمعن في أحد
وقال الشّاعر أبو علي الرذوري
إنسانة تسقيك من إنسانها*** خمراً حلالاً مُقلتاها عِنَبُه
وهناك من خطّأ كلمة (عضوة) مؤنث (عضو) خصوصاً عندما انتخبت المرأة بشكل لافت في السنوات الأخيرة في المجالس الجماعية، لكن بإضافة تاء التأنيث المربوطة تكون الكلمة أفضل وأجمل مثل مديرة، موظفة، أستاذة، طبيبة…
أفضل من قول فلانة مدير أو طبيب.
🖋️إدريس زياد