من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصّر عنها ظُلم، فلا تُفجّر في خصومتك، وتتعالى في خلافك، ولا تذهب في الخصومة إلى أقصى مداها، ولا تقطع شعرة معاوية، ولا تحرق جسراً يمكن أن يعيد الوصل، ولا تثأر لنفسك بغلوّ، ولا تشعل في نفسك نار الإنتقام، ولا تخضع لغرائزك المتوحشة حتى يبلغ بك الأمر مبلغه فتطعن وتكذب وتفتري وتبالغ وتقذف وتستبيح وتتهم، ولا تفشي الأسرار، ولا تهتك الأستار، ولا تظهر القبيح، ولا تخفي الجميل، ولا تشتد في المعارضة، ولا تلدّ في المخاصمة، ولا تنفضح في التوحّش، ولا تكن لئيم المقالة…
لكن هذا لا يعني أن تنسلخ عمّا تؤمن به، وتنقلب على مبادئك، وتنجرف عن موضعك، وتستسلم وترضى بالإفساد تجاهك، والظلم الواقع عليك، بل ينبغي عليك أن تدافع عن نفسك وترفع ما لحق بك من ضرر، لكن دون أن تكون مثل من عاداك وفجّر في خصومته عليك، فهناك شرف في الخصومة، وإنصاف في الخلاف، وأخلاق في المعاملة، ومروءة في الغضب، وإنسانية في مواجهة الحيوانية.
🖋️زياد