Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح يكتبها ل”أخبار تساوت” المدون:ادريس زياد في عدد اليوم السبت: طبق الثأر يؤكل بارداً في معركة *الدرع والسهم

سال مداد دافق وكُتب الكثير عن الحروب التي شنّها الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العقدين الماضيين، صحيح أن نتائج هذه الحروب كانت متواضعة على صعيد إنهاء الحصار المفروض على القطاع، لكن من ناحية أخرى كان لهذه الحروب عظيم الأثر في استنهاض الضفة، فلولاها لبقيت الضفة هادئة ومريحة للإحتلال الإسرائيلي، يمارس فيها سياسته الأمنية والإقتصادية بكل هدوء وأريحية ودون أي منغصات، حيث شكلت هذه الحروب خاصة معركة *سيف القدس* الأخيرة مصدر إلهام لشباب الضفة الثائر، رأوا في قادتهم المقاومين نموذجاً عملياً يقتدى به، والسر كله يكمن في حروب غزة التي كانت بمثابة الزيت الذي يسري في فتيل المصباح، فأبقاه مضاءاً في الضفة رغم كثرة النافخين عليه…

يمر الكيان الإسرائيلي بالعديد من الأزمات الكبرى في وقت واحد، أهمها الأزمة الداخلية، ومقاومة الضفة والقدس، وأحداث 48، وتدهور علاقته مع حليفه الأميركي، ومشكلة غزة، وما تعرض له أخيراً من لبنان وسوريا، وتواجد إيران في سوريا، إضافة إلى تأثير الإتفاق السعودي الإيراني سلباً عليه، ونووي إيران أيضاً، وانعكاسات ذلك على التطبيع العربي الذي أبعد نتنياهو عن الأولوية في حكومته الحالية، فيما أشارت استطلاعات رأي حديثة إلى فشله الذريع في تحقيق هذه الأولوية وغيرها خلال الفترة الماضية، وهناك أربعة أسباب رئيسية للعدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، يعتبرها العدو حسب ادعاءاته أنها على درجات مختلفة من التهديد للكيان الصهيوني، حيث يدعي أن غزة تلعب دوراً مؤثراً في تحريك الضفة الغربية وساحات أخرى، بعض هذه الأسباب ذكرها الإعلام العبري الموالي أو المعارض لنتنياهو، رغم أنه إعلام موجه، لكنه يخدم السياق العام والخاص، ومن بين هذه الأسباب أزمة نتنياهو الداخلية والشرخ السياسي الذي يضرب الكيان في الأعصاب، وتهديد ذلك لاستقرار حكومته ومستقبله الشخصي والسياسي، وذلك في محاولة منه لامتصاصها أو تخفيفها، كذلك تخفيف الضغط المقاوم في الضفة والممتد على مدار سنوات باعتباره تهديداً عالي المستوى للكيان الغاصب، حيث يدعي العدو الصهيوني أن هناك دوراً مهماً لغزة في أحداث الضفة، إذ بحكم تجربته كما يدعي أن الضغط على غزة يهدئ الضفة نوعاً ما، أيضاً القيام باغتيال القادة الثلاثة رحمهم الله، مع الأسف تم اغتيال قادة عظماء عن طريق تعاون فلسطيني صهيوني، وهذا لا يبشر بالخير ولا يمكن إلقاء اللوم على العرب مادام الفلسطيني نصب نفسه عميلاً منبطحاً منسقاً مع العدو، حيث ادعت تقارير أمنية وتصريحات سياسية عدوانية أنهم يمارسون أنشطة ذات علاقة بالوضع في الضفة، وهي بمثابة تهديد لأمن الكيان الإسرائيلي على حد قولهم، محاولة إجهاض قصة وحدة الساحات بعد تجربتها بين الداخل والخارج خلال شهر رمضان، كون العدو الإسرائيلي يعتبرها أحد أهم التهديدات الوجودية لكيانه الغاصب، إذ تعتقد الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى اعتراف العدو، أنها قد طالت حالة الردع لغير صالحه، وهي قابلة للتكرار في حال سنحت الظروف لذلك…

الجميع يعرف أن نتانياهو لا يريد أن يجرب حرباً إقليمية واسعة، لأنه عن علم بأن جيشه لا يستطيع الإنتصار على جنين ولا على حي الياسمينة ولا على مخيم عقبة الجبر، وهل سينتصر على غزة، فالتجارب الأولى لإطلاق الصواريخ والقذائف في الضفة الغربية وفي بيت لحم بالذات بدأت في سنة 2000، ومن تم تلتها تجارب إطلاق الصواريخ من غزة والتي قال عنها السياسيون والخبراء العسكريون حينها أنها “دمى الأطفال” ولا تجلب سوى الضرر للشعب الفلسطيني، إلا أن هذه التجارب تستهوي شباب الضفة الغربية الآن، وبالذات “الطائرات المسيّرة”، وفي حال لم تسارع حكومات الإحتلال الإسرائيلي في البحث عن حلول سياسية، لا عسكرية، فإن كل شبر في فلسطين سيكون تحت رحمة صاروخ أو طائرة مسيرة بيد الفلسطينيين وأن استمرار الإحتلال الإسرائيلي في الإغتيالات وفي استعراص القوة العسكرية لن يجلب عليه سوى الحروب والويلات حتى يشاء القدر، البحث عن تهدئة في اليوم الأول للقتال وفي اليوم الثاني للمعركة التي أطلق عليها الإحتلال الإسرائيلي إسماً بعيداً عن الواقع *الدرع والسهم* فما كان عندهم درع يحمي تل أبيب من الصواريخ ولا كان عندهم سهم يوقف إطلاق الصواريخ، وقذائف الصمت أكثر صخباً من قذائف الموت، وجيش الإحتلال الإسرائيلي يأمر المستوطنين بدخول الملاجئ على مسافة 50 كم مع حدود قطاع غزة، مما قد يشير لتصعيد جديد على العدوان الإسرائيلي، وأحد سكان مستوطنة سديروت يقول:
“نحن قلقون كثيراً، رغم أننا اعتدنا على هذا الكابوس منذ 25 سنة، لكننا نعيشه كل يوم، ولذلك نشعر بالخوف، ونخاف من أي ضجيج، من أي شيء، فالحديقة بأكملها تم تدميرها، والسيارات ومداخل المنازل، هناك أضرار جسيمة، ليس لدينا مكان نعود إليه، وقد بتنا نفكر بمغادرة سديروت”.
🖋️ إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.