أخبار تساوت/و.م.ع

نظمت المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش – آسفي، ومحافظة قصر البديع، وأكاديمية توبقال للأبحاث والدراسات الاجتماعية، ومرصد أنطي للدراسات والأبحاث العلمية، أمس الأحد، بمنطقة مريغة (إقليم الحوز)، زيارات ميدانية إلى بعض المناطق التراثية، وجلسة علمية حول نماذج من التراث المندرس بأحواز مراكش، وذلك في إطار الاحتفال بشهر التراث 2023.

وشملت هذه الزيارات الاستكشافية والتثقيفية، التي نظمت بتعاون مع جماعة ويرݣان، وجمعية بولعصافر، وشارك فيها، على الخصوص، عدد من الأساتذة الباحثين ومختصين في التراث، معالم إيماريغن (مريغة) التاريخية، من قبيل “قصبة بولعصافر”، و”تاوريرت”، وكذا “الملاحات”.

وقدم عبد الله أوكادير، الذي أطر الخرجة الاستطلاعية إلى اماريغن، نبذة تاريخية عن المنطقة، موضحا أن معنى هذا الاسم هو “الماء الغني بالملح”.

وأبرز أن اقتصاد المنطقة ينبني على استخراج الملح في الصيف والفلاحة في فصل الشتاء، مذكرا بأن المنطقة كانت محطة مهمة لتجارة القوافل التي كانت تمر منها للتزود بالملح، كما يتميز غطاؤها الغابوي بتنوع كبير، حيث يتكون من شجر العرعار بأنواعه الثلاثة، والبلوط والزعتر.

وتطرق أوكادير، أيضا، إلى الروايات الشفوية التي تذكر أن المنطقة عرفت عدة معارك بين المرابطين والموحدين، و”لعل ذلك ما يفسر وجود مقابر يجهل تاريخها”.

بعد ذلك قام المشاركون في اليوم الدراسي بزيارة إلى “الممالح” في المنطقة، حيث قدمت لهم شروحات حول طريقة استخراج الملح، والتي ما تزال تتم بطريقة تقليدية.

وفي ختام هذه الخرجة الاستطلاعية زار المشاركون “قصبة بولعصافر”، والتي شكلت مناسبة لتقديم نبذة عن تاريخ القبائل في المنطقة.

وفي إطار أشغال الجلسة العلمية حول “نماذج من التراث المندرس بأحواز مراكش”، قدمت الأستاذة حسناء الحداوي، والأستاذ عبد العزيز آيت بنصالح شروحات وافية حول معامل السكر بشيشاوة (تاريخها وعمارتها وطرق اشتغالها، وواقعها الراهن).

من جهته، تطرق الأستاذ رشيد شحمي في مداخلته المعنونة ب”التراث المندرس بالحوز الشرقي لمدينة مراكش” إلى ما أصاب التراث المبني في الحوز الشرقي من إهمال أدى إلى ضياعه واندراسه، كما تحدث عن مجموعة من النماذج كموقع “تقايت” ومدينة “الصافي” و”تاسغيموت”..الخ.

وفي المداخلة الثالثة المعنونة ب “مدينة أغمات هيلانة تاريخ حاضرة مندثرة” وضع الأستاذ سعيد بوكديز فرضيات حول مكان وجودها.

من جانبه، قدم الأستاذ عمر الحارثي ومضات من تاريخ مدينة نفيس، بينما تحدث الأستاذ محمد بسباس عن إقليم الرحامنة ليؤرخ لمدينة الصافي من خلال النصوص التاريخية.

واختتمت هذه المداخلات بعرض شريط وثائقي بعنوان “قصبة بولعصافر”، قبل أن يفتح المجال أمام الحضور لمناقشة العروض المقدمة.

وتجدر الإشارة إلى أنه في ختام اليوم الدراسي صدرت توصيات بالمحافظة على تراث المنطقة وتثمينه.