Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح يكتبها المدون ادريس زياد  في عدد اليوم الاثنين:”التكريم المستحق لمعشر الحمير في يومها العالمي”

 


في اليوم العالمي للحمار الذي يصادف 8 مايو، يجب أن نعترف بالمجهودات الجبارة للقائد الشجاع الحمار، وبهذه المناسبة نعتذر للحمار ولعموم الحمير الكرام، والحقيقة والواقع أن الذي يحتاج إلى الربط هو صاحب الحمار، فالعذر من الحمار المناضل، الذي قال فيه الله تعالى”والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة”

كان في الحقب الماضية من يمتلك هذا المخلوق كمن يمتلك سيارة، تاريخه مشرف جداً، ويعتبر من أذكى المخلوقات، خاصة في هندسة الشوارع، فهو خير معين للمهندسين في شق الطرق في الجبال…

 

واللوم دوماً يلقى على الحمار وليس له ناقة ولا جمل، وصاحبه يحمّله فوق طاقته ولا يحمّل نفسه ولا يطبق عليها مبدء ربط المسؤولية بالمحاسبة، فلا يلزم ربط الحمار وهو من يمشي في الصحراء أمام خمسين جملاً ويقودهم أسهل الطرق، حتى اشتهرت الحمير بقيادة الجمال، والحقيقة أن هناك كثيراً من الحمير وجب ربطها شرط أن يكون المطرح مناسباً لربطهم خاصة المنظرون بدون أفعال، رغم أن حميراً أُخرى كثيرة تصول وتجول كما تريد بلا رباط؟ ولأن الحمير كانت تعار وعندما يرده المستعير لا بد أن يربطه في المكان الذي يريده صاحبه ،لكن حمير هذه الأيام ليس لها صاحب، وهذه جدلية يصعب حلها…

في زمن مضى كان لكل شيخ حمار، فهو وسيلة تنقله يوم كانت وسائل النقل حكراً على أغنياء القوم وسادتهم، فإذا نزل الشيخ بقوم كان الأطفال بتوجيه من كبار القوم يتسابقون لاستلام رسَنِ حمار الشيخ وربطه في مكان لائق، وإكرامه وإطعامه، حتى قيل فيه، حمار الشيخ شيخ، وليس معنى ذلك أن الحمار شيخ كصاحبه، لكن المقصود أن هذا الحمار في مقامه أعلى من مقامات سواه من الحمير لأنه حمار الشيخ، وهذا الحمار يحب مرافقة الأجواد الكرام والمسؤولين المحترمين، فهو إن صح التعبير شيخ الحمير.

وقريب من ذلك، مقام وهمي يصنعه الناس لأقارب الكبار والأغنياء والمسؤولين، فإذا دخلوا مجلساً احتفى بهم القوم وبمن معهم من الأقارب، ولو كان هذا القريب من سَقَطِ المتاع عقلاً ورأياً وحيلة ووسيلة، فالقوم باحترامهم له ينافقون للكبير ويرجون رضاه، وفي هذا الزمان يلعب البعض دور حمار الشيخ، تجدهم يتسابقون على التقاط الصور مع صاحب جاه، فقط لأجل الشهرة أو الحظوة أو الإهتمام، ورفعاً للنفس على أكتاف هذا الكبير الصغير الذي يقف للصورة مُحرَجاً متقززاً أو غير مبال، وقد لا ينتبه لها ولمن حاذاه من أجلها، فمتى يتوقف المحتفل عن هذه اللعبة القذرة التي لا تزيده إلا ذلاًّ وهواناً، ومتى يسعى إلى أن يكون شيخاً لا حمار شيخ…

وليس الحمير كلها سواء، فهناك الحمار الذي يحلم به كل فارس حَمّار، تجد لديه ذوقاً عالياً عندما يكون مع صاحبه، فلا ينهق أثناء الإجتماعات، ولا يطلب العلف في غير موعده، إلا أنه يغضب غضباً دبلوماسياً إذا تأخروا عنه، وربما عاقبهم بركلة خلفية معبّرة، وهو حمار نظيف تراه سعيداً إذا اشترى له صاحبه سرجاً من العود الطيب الرائحة، منسوج عليه جلد كبش أبرق من نوع الصردي الغالي.

وكلمة “شَّا” أو “شّْ” مع التشديد وطول النفَس التي ندعو فيها بعضنا للكف عن الكلام، أصلها للحمار عندما يزجرونه ليتوقف عن الحركة، بل يعنون الحمار الكسول الذي لا يكاد يتحرك أو يسكن إلا بالضرب والإهانة، وهناك بشر بعقول حمير مجنونة، هم أقرب إلى الحمار الوحشي لأنهم يحبون الأثواب المخططة، ولا يكفّون عن النعيق بأنكر الأصوات، وهم في غفلة عن قوله تعالى:”إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

🖋️ إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.