بعد التحية والتقدير
إن من أهم الواجبات الملقاة على عاتق المنتخب الجماعي تجاه ناخبيه وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الاعلام، هو التواصل والحوار المستمر من أجل حلول المشاكل المطروحة، ويعتبر هذا سلوكا حضاريا ملزما، يكرس مفهوم وعمق الديمقراطية المحلية التي تمكن السكان المحليين من اختيار الإطار العام لحياتهم اليومية بكل حرية.
وانطلاقا من أن تدبير الشأن العام المحلي ومتابعته،والتنبيه الى الاختلالات والتعثرات والمشاكل التي قد تعتريه،يعتبر مسؤولية جميع المواطنين.
اسمحوا لي وبعد أن “تعدر” على البعض منكم كأعضاء معارضين في الولاية السابقة لرئيس وفريق أغلبيته ،قبل أن تتحملوا مع نفس الرئيس حاليا ،مسؤولية تسيير و تدبير نفس المجلس ان مبررات عدم التواصل مع الصحافة والمجتمع المدني تبقى مبرراته غير مقنعة، وتوضح بشكل جلي ترسيخ “كم حاجة قضيناها بتركها”.
وعليه،أرجو ان يتسع صدركم للأسئلة التالية، عسى أن تجد كلماتي هذه المرة الادان الصاغية لها:
فهل من المعقول أن يستمر المكتب المسير للمجلس الجماعي لقلعة السراغنة،في إغلاق باب الحوار والتواصل مع هيئات وفعاليات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام حول الأوضاع المتردية والتراجعات التي تعرفها مدينة قلعة السراغنة في العديد من المجالات، والتي كانت مواضيع بيانات استنكارية،والعديد من المقالات الصحفية وتدوينات على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ضمنهم اعضاء مستشارون في المجلس الحالي،دون أن يصدر وإلى حدود كتابة هذه السطور، اي رد أو توضيح أو بلاغ ،مثلما كان يقع حينما كان البعض منكم،معارضا ومتابعا للصغيرة والكبيرة في المجلس السابق، رغم ان نسبة منجزاته،والتي لاينكرها سوى جاحد لاتزال مشاريعه شاهدة عليه، ولايمكن إطلاقا مقارنة حصيلته بما يعاني منه اليوم سكان المدينة؟ولم يسجل على اعضاء الأغلبية السابقة أن تغيبوا أو تسببوا في تأجيل انعقاد دورة عادية أو استثنائية مثلما وقع يوم الاثنين تاسع شتنبر من السنة الجارية في دورة لم يكتب لها اكتمال النصاب القانوني بالرغم من أن المكتب المسير حاليا هو الذي دعا إلى انعقادها وكان من بين نقط جدول أعمالها الدراسة والمصادقة على مشروع تعديل الميزانية! فهل هناك عبث أكثر من ماوقع في التاريخ المدكور؟ لماذا لاتتواصلون ؟ولماذا يلتزم من كان منكم ناشطا فيسبوكيا السكوت او”ضريب الطم” على ماتمت الاشارة إليه في أكثر من مقال عن توقف استكمال المشاريع التي أعطيت انطلاقتها في الفترة السابقة؟وهل ترضون بما يقوله ويكتبه بشكل يومي بعض منتقدي طرق تسييركم وتدبير شؤون الجماعة ؟وهل صحيح أن سكوتكم عن المشاكل التي يعاني منها السكان،ندكر منها على سبيل المثال لا الحصر :احتلال الملك العمومي،استمرار إغلاق الأسواق النمودجية،الوضعية الكارثية للمطرح البلدي ،تعثر انطلاقة أشغال مشروع تهيئة شارع الجيش الملكي،عدم تنفيذ مقرر منع العربات المجرورة بالدواب،الحالة المتردية للطرقات…إلى غير ذلك من المشاكل التي تمت الاشارة إليها في أكثر من مقال هو الخوف من ماقد يسبب لكم في فقدان أصوات ناخبيكم او يحرجكم مع …؟ وهل تعلمون أن لجوئكم إلى تجاهل مايتحدث عنه المتتبعون للشأن المحلي،يسيء لكم ولحزبكم أكثر مما يسيء إلى وضع المدينة المتردي في جميع المجالات؟
واعلموا جيدا انكم اليوم في كراسي التسيير ،تصدرون أوامركم ،وغدا قد تصبحون من جديد في المعارضة تشتكون وتندبون حظكم،وهذه قواعد اللعبة السياسية،وعندها ستحتاجون إلى الصحافة وإلى جميع الفعاليات وإلى ناخبيكم كما كان حال بعضكم في السابق.فكل من كان من قبلكم فوق تلك الكراسي ،تعرض لما هو أكبر وأقسى من ممثلي الصحافة الوطنية ويومياتها الورقية،وهذا دورنا كصحافة تمارس الرقابة على كل من يتحمل مسؤولية عمومية ويتحكم في صرف أموال دافعي الضرائب.
ان المنتخب لا يقتصر دوره على الترشح و الفوز بالمناصب، وإنما يتعدى ذلك الى تقلد المسؤولية كما يجب،وكما كان يدعي في حملاته الانتخابية من أجل خدمة الصالح العام، وهي المهمة الوحيدة و الأساسية التي من أجلها ينبغي تضافر الجهود لتحريك عملية التنمية و الرقي بجماعة قلعة السراغنة الى مصاف الازدهار، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفر شروط الكفاءة الحقيقية، و الحرص على خدمة الصالح العام.