Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

مع قهوة الصباح : البكاء لغة تعبير عن العجز والإحتجاج

تقول “مَيْ زيادة” واصفة بكاء طفل: (أوّاه من بكاء الأطفال، إنه أشد إيلاماً من بكاء الرجال). لعل “مَيْ زيادة” نظرت إلى بكاء الطفل نظرة الأم الحنون، مع أنها لم تتزوج ولم تنجب، إلا أن صوت الفطرة كان يناديها، مع كل هبوب لريح طفولة، ومع كل هزة لسرير صغير…

ومن دون شك فإن بكاء الطفل العاجز مؤلم، إلا أنها اللغة الوحيدة التي يتمتع بها للتعبير عن عجزه، ففي الوقت الذي نظن كل الظن بأن هذا الطفل عاجز عن نيل ما يريد، يكون قد نال ما يريد بأضعف لغة قد توهب لمخلوق، بل إنه بهذه اللغة يرقق القلوب، ويحصل على المطلوب، ويطبع بَصمته الخاصة على أسماعنا، فما يكاد يبدأ في معزوفته التي تعوّد عليها، حتى تهب إليه الحاشية بالسمع والطاعة…

في الحقيقة لم يستوقفني وصف بكاء الطفل إلا عندما استعرضت بخيالي بكاء الأطفال مقابل بكاء الرجال، وأخذت أقارن بما أوتيت من خيال بين الدمعتين، وبين الحاجتين، أليس البكاء حاجة! أليس البكاء احتجاجاً!وأي وجع يا ترى قد يفوق وجع رجل سُلبت منه كل مواهب الإحتجاج والتصدي!أي وجع يفوق قهر الرجولة! أي وجع يفوق وأد البطولة! أي وجع يفوق أن تذرف الجبال عجزها دمعاً!أي وجع يمكن أن يتحمله الأسد قبل أن يقال وقع شامخاً! لله يا “مَيْ”، فما أبكى الرجال إلا ضياع البراءة، وهل أسال دمعهم إلا عجزهم عن حبس دموع الطفولة!

🖋️إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.