موسى عزوزي
متسولون من مختلف الأعمار فرادى وجماعات تعلو وجوههم علامات الفقر والذل لفظتهم القرى والبوادي بعدما غزاها القحط وشحت فيها لقمة العيش يعترضون سبيل المارة يستعطفونهم بإلحاح..
مشاهد أصبحت مألوفة بالمدن والمراكز الحضرية بإقليم قلعة السراغنة دواوير شبه فارغة هجرها عدد كبير من سكانها نحو المدن بحثا عن فرصة عمل قد تأتي أو لا تأتي، وشباب هرم من أجل فرصة شغل أو فرصة للهجرة إلى الخارج دون جدوى، فلاحون كهول وشيوخ خانهم الزمن فوقفوا حائرين وعاجزين أمام حقولهم العطشى، وأشجار زيتون ماتت واقفة وما تبقى من مواشيهم الجائعة تقتات على النفايات المنزلية.
تجليات مؤلمة للأوضاع الاجتماعية المزرية ، بادية للعيان نتيجة الجفاف الذي أتى على الزرع والضرع وترك بصماته الكبيرة على البلاد والعباد حيث تضعضعت القاعدة الاقتصادية للإقليم المتمثلة في النشاط الفلاحي ، في غياب بدائل لإنقاذ الوضع الاجتماعي الواقف على حافة الإفلاس.
وباستثناء الأسر التي تتلقى تحويلات مالية من أبنائها المهاجرين إلى أوروبا فإن ارتفاع نسبة الفقر ولا سيما في الجماعات الترابية القروية ، يضاف إلى ذلك ضعف النسيج المقاولاتي الصناعي بحواضر الإقليم، وضعف المشاريع التنموية أو غيابها، وعجز المنتخبين عن المساهمة في التنمية المحلية، عوامل تلقي بظلالها الكئيبة على الوضع الاجتماعي للساكنة.
ويرى نشطاء حقوقيون بقلعة السراغنة أن عدم معالجة الآثار الخطيرة للجفاف على القرى والبوادي من شأنه أن يوفر بيئة خصبة للإجرام والتسول ومختلف الأمراض الاجتماعية ، وتفاقم الأزمة في بوادي الإقليم وبالتالي ارتفاع نسبة الهجرة القروية مع ما يترتب عنها من مشاكل خطيرة في ظل الخصاص الذي تعانيه عاصمة الإقليم على مستوى فرص الشغل.
ورغم انعدام إحصائيات دقيقة لظاهرة الهجرة القروية بالإقليم فإن نسبة كبيرة من الساكنة تفضل التوجه نحو المدن الكبرى ، وبصفة خاصة الدار البيضاء ، حيث يجد القروي المهاجر نفسه أمام ظروف عيش قاسية.