Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

قلعة السراغنة و استمرار إعدام تراثها الثقافي و البيئي المشهد الأول : إعدام سور مدينة القلعة التاريخي

عدد من شباب مدينة قلعة السراغنة يبحثون عن معالم تاريخية تثبت هوية مدينتهم، يبحثون في أرشيف صور المدينة قديما و لم يجدوا ما في تلك الصور من آثار لمعالمها التاريخية وما كان لها من قيمة تراثية، و لم يجدوا ما كان لهذه المدينة من جمال الطبيعة التي كانت تمنحها لها أشجار، أغلبها كانت نادرة، تنفرد بها هذه المدينة ، و من أنواع المغروسات التي كانت تعطي للمدينة جاذبيتها و لأهلها راحة النفس و راحة البال ، و من سوالفي و عيون .و يجتهد بعض النشطاء الاجتماعيين للمدينة من أجل التواصل مع تاريخ هذه المدينة لإعادة الاعتبار لما فقدته من معالم تاريخية مع مرور الزمان، وهو أمر يدل على غيرتهم عليها و يكشف عما يحز في نفوسهم من حكرة لها

كل على حق، إلا الذين ظلوا ينتظرون أن يسقط كل ما تبقى من مفاتنها ومن موروثها الثقافي و البيئي ، إما حسدا أو انتقاما من أهلها لمواقفهم النبيلة في القضايا الوطنية و العربية و الاسلامية، وفي مقدمتها محاربة الاستعمار الفرنسي، و وجودهم في مقدمة المعارضة، معارضة مظاهر الاستبداد و الاستغلال و تشبثهم بالعلم و بعلوم الدين و القرآن .

هي تساؤلات يطرحها كل متتبع للشأن التاريخي للمدن المغربية و لمدينة قلعة السراغنة .قد يختلف المتتبعون في إسم المدينة ، و لكن لا يختلفون من ناحية الأمانة العلمية التي تستوجبها قواعد التاريخ و علوم الانتربولوجيا . فهي قلعة من القلاع التي أسسها السلطان مولاي اسماعيل لتكون محطة لحماية القوافل بين فاس و مراكش ، و منهم من يرجع بنائها إلى ملوك المرابطين. الباحثون في التاريخ من أبناء القلعة و من فرنسيين أجمعوا على أنها لم تكن مدينة صدفة، بل مدينة من رحم التاريخ ،و يشهد على ذلك السور الذي كان يحيط بها بأبراج عالية مخصصة للحرس و لتحصنها من أي اعتداء ، وهو ما يثبت أهميتها الأمنية و الاستراتيجية لدى السلاطين الأولين منذ القرن 11 ميلادي.

إنه السور الذي تم إعدامه وما يحمله من آثار تاريخية و ما كان يمتاز به من هندسة معمارية تدل على مرحلة التأسيس و تشهد على الزمان الماضي البعيد. جاء إعدامه على يد سلطات محلية و إقليمية و بمباركة أعيان المدينة من أجل اضافة مساحته إلى تجزئة القلعة الراشية لفائدة النافدين وبعض الموظفين وأعوان السلطة .

فلا أحد بكى على إعدامه ولا أحد اعترض على جريمة اغتياله، اغتيال روح تاريخية لهذه المدينة دون أن تقام لهذا السور محاكمة ،ودون أن تقام له جنازة .

لقد تم دفنه تحت ترابه و لم يبقى منه إلا برج مدرسة ابن اسليمان و التي كانت معروفة بالمدرسة العبرية ، وربما كانت هذه المدرسة سببا في بقائه.لقد كنا و نحن صغار شهودا على عملية إعدامه ، حيث استعمل الأعداء كل أدوات الدمار و منها الديناميت ،كنا نلاحظه يهتز، لكنه كان لا يرضى السقوط و كأنه فارس مغوار يقاتل من أجل شرف مدينته و من أجل كرامة أهلها .ظل يتحمل قوة الديناميت و ضربات المعاول والفؤوس لمدة شهور ليسقط شهيدا بعد أن أوصانا أن نذكره وأن نجعل له قبرا نكتب عليه اسمه ” سور القلعة الراشية ” و كأنه يقول “إنني أنا تاريخ مدينتكم “

يتبع المشهد الثاني: كنوز قلعة السراغنة .

البدالي صافي الدين

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.