الإستفزاز معناه تسفيه الرأي بكلمة لا وزن لها ولا محل، أو إظهار حركات ساخرة أو معترضة أثناء الكلام، أو الغمز دون سياق، أو رفع الصوت، أو إهمال القول والإنحياز إلى الغير، والرد على الإستفزازيين يكون بإعلان الموقف، والجهر بالقول والدفاع عنه بكل قوة دون أن يوقفك صراخهم أو سخريتهم.
لا أقف كثيراً عند زلات الأشخاص، وأستمع جيداً لما يقولون، وأطيق الصبر على ثرثرة قد تزعج سواي، ولكنني لا أطيق النظر في وجوه الإستفزازيين، ولا أحب سماع كلمة واحدة منهم، ما يجعلني أتهم بعضهم في نواياهم أو في عقولهم، ولا أفرق بين الإستفزازي الذي يوافقني والذي يخالفني، فكلاهما عندي من سقط المتاع، فلا تتوقف كثيراً عند مستفز أو كذاب أو غادر أو سادر أو فاجر أو مخاتل أو خدّاع للألوان، غادره ولا تغدره، فالزمان كفيل به، فهي سنن كونية تعمل دون جهد منك أو حاجة إليك.
فالكلمة الصادقة أكثر دفئاً للأرواح، من أشعة الشمس الساطعة في ضحاها، في قلب النفس، فسبحان من سواها، فهي تكون جافة مجردة لا يصدقها إلا ذوي العقول الناضجة، بعكس الكاذبة التي تكون مبهرجة ومزيّنة، وإن شئت فقل مُمَكْيَجَة لتتقبلها العقول الفارغة بسرعة البرق، ولتبدأ في تبنيها بوصفها حقائق يستحيل دحضها، مع أنها كذبة في غلاف من السُّلوفان المزخرف.
🖋️إدريس زياد