بقلم المدون :ادريس زياد
في المجتمعات البسيطة والمغلقة، تجد من يمارس العنصرية على قومه ومحيطه وربما داخل عائلته، وذلك كما يبدو لا علاقة له بمن تمارس ضده العنصرية، فهذا الفعل ينطلق من مشاعر في دواخل نفس العنصري، فهو إما شعور بالخوف أو شعور بالنقص أو استدعاء لتجارب سابقة أو في حالات معينة أمراض النفوس الخبيثة الأمارة بالسوء، فالعنصرية في نفس العنصري لها بواعث وأسباب تكونها في النفس، فهي تتغذى من ثقافة نفسية عميقة تفرض تصوراً استثنائياً ذميماً عن طائفة من الناس، لا توجد للعنصرية معايير أو أخلاقيات فهي منظومة ذات استجابة تلقائية تطلق أحكاماً مطلقة تحريضية بمجرد وجود المستهدَف الدائم في مجالها، وهذا التصور الذميم يكون هو محور التفسير لكل سلوك يقوم به الآخر أو يُتّهم به، فتكون الأحكام عليه جاهزة ومسبقة ولا تحتاج إلى استدلال…
أسوأ نتائج العنصرية تتجلى في حرمان الطائفة المستهدفة من حقوقها في العدالة والمساواة، وحشرها في زاوية الإدانة واستحقاق العقوبة المفتوحة التي يُترَك تقديرها لخيال أي كائن متطرف، وهناك بعض العنصريات تتجاوب مع دواعي محيطها بوضع سياق لسلوكها المتطرف وأحكامها المسبقة فتنسج تصورات خيالية وتأويلات افتراضية وظروفاً استثنائية لتبرير المواقف، والمجتمع العنصري هو الذي يستجيب إلى هذه الثقافة العنصرية فينزلق إليها وينسج قوانين تُجاري هذه الثقافة وتتوافق معها، أو لا يضع قوانين وسياسات تمنع انتشار هذه الثقافة وتداعياتها، ويتركها تنمو وتكبر وتشحن العقد النفسية المضطربة.
🖋️إدريس زياد