Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

خلفية احتلال الملك العمومي و البناء العشوائي في مدينة قلعة السراغنة

إن أي متتبع للشأن المحلي بقلعة السراغنة سيقف عند ظاهرتين بارزتين أصبحت تعاني منهما ساكنة المدينة. أما الظاهرة الأولى فإنها تتجلى في احتلال الملك العمومي و الثانية تتجلى في البناء العشوائي .

هذه المظاهر حولت مدينة قلعة السراغنة من مدينة كانت سباقة إلى الحياة الحضارية و التنظيم التجاري وتنظيم الأسواق اليومية، و السوق الأسبوعي ، قبل أن تطفو على الساحة ما يسمى بالأسواق النمودجية، و ما هي بنموذجية كما تحمله الكلمة من معنى، إن هي إلا بنايات غريبة عن النسق العمراني والبيئي للمدينة و تفتقر إلى الحد الأدنى من ظروف الاستقبال و الاستقرار و المنافسة الشريفة و الأمن و الأمان مما جعل الباعة المتجولين يفرون منها بحثا عن فضاءات في الشوارع أمام المحلات التجارية و في الساحات العمومية .

هذه المظاهر جعلت المدينة تتحول إلى سلع منتشرة في جميع الشوارع و الأزقة و لا تترك مجالا للمواطن المرور أو راحة البال لما يصاحب هذه السلع المنشورة عشوائيا من ازدحام و من نشاط “النشالين ” أى اللصوص.

إن ظاهرة احتلال الملك العمومي بقلعة السراغنة فريدة من نوعها، لا من حيث المواد الغذائية المنتشرة و التي تتعرض لكل أنواع التلوث والتسمم و لا من حيث الألبسة و الأفرشة و مواد التجميل و العطرية و غير ذلك التي تحتل أجزاء كبيرة من الطرق الخاصة بالسيارات و أيضاً الأرصفة الخاصة بالراجلين.

إنه التسيب بمفهومه العميق و يعتبر خرقا للقانون المنظم للشرطة الإدارية للمدينة، و يتحمل المسؤولية في ذلك مستشارو الجماعة و السلطة الوصية ، من باشا المدينة وعامل الإقليم و الوالي، لأنها ظاهرة تمس بالأمن الغذائي الجماعي و بتنمية المدينة و بتخليق الحياة العامة وكذلك تضرب في العمق الامتداد الحضاري للمدينة وسلامة بيئتها و تراثها الثقافي.

أما الظاهرة الثانية فإنها تتجلى في تنامي ظاهرة البناء العشوائي داخل المدينة وفي محيطها و ما تشكل عن هذه الظاهرة من تجمعات سكنية أصبحت مصدر قلق من حيث الأمن و الاستقرار و ترويج الممنوعات و التطرف، و كل هذه المظاهر تنمو و تتكاثر أمام أعين السلطات و أمام صمت مريب للمسؤولين عن الشأن المحلي بالمدينة.

لكن ما هي أسباب نمو ظاهرة احتلال الملك العمومي و تنامي البناء العشوائي؟السبب الأول هو ذو خلفية انتخابية، لأن الخارجين عن القانون هم الكتلة الناخبة التي تساعد على إعادة التجربة ، و السبب الثاني هو البحث عن الربح المادي الذي توفره هذه الوضعيات لأن الذين يستغلون الملك العمومي يتم استغلالهم ماديا و معنويا ، بدل أن تتوفر لهم شروط الاستقرار من خلال أسواق منظمة وميسرة للأنشطة التجارية و لها حماية قانونية . حتى لا يظل البائع الجائل عرضة للاستغلال و الترهيب اليومي و حتى يجد أصحاب المحلات التجارية فضاء مناسبا للزبناء من خلال تحرير الأرصفة و الممرات و يضمنون أنشطة سليمة لتجارتهم .

أما مخاطر البناء العشوائي فهي متعددة و لكنها لم تجد رادعا لأن الكل يستفيد منها من المسؤولين، و الدليل على ذلك هو أحزمة البؤس الذي أصبحت تكتنف المدينة شرقا و غربا و جنوبا و شمالا .

فهل مدينة قلعة السراغنة تم حذفها وحدها من المدن المغربية التي تستفيد من دعم الدولة لتكون مدينة حضارية بامتياز ؟ و هل تم تركها لتتحول الى مدينة بئيسة يسمح فيها خرق القانون و الإثراء غير المشروع و التسيب في كل شيء حتى في عملية السير و الجولان ؟

لكن نقول للمسؤولين المركزيين و الجهويين و الإقليميين والمحليين: إن الذين رفعوا شعار “ارحل في 20 فبراير” لا زالوا و سوف يعودون .

فانتظروا إنا معكم منتظرون .

البدالي صافي الدين

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.