Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
رأي

مع قهوة الصباح يكتبها ل “أخبار تساوت”المدون ادريس زياد في عدد اليوم الجمعة: *ذكرى الهجرة النبوية*

الهجرة النبوية وعد إلهي تحقق بالنصر والتمكين، وذكراها أمل يداعب قلوب المستضعفين، وهي درس لكل طاغية، ومكر الله أكبر لو كانوا يعلمون، الهجرة حادث مفصلي في تاريخ دعوة الإسلام من الإستضعاف والخوف إلى العزة والمبادرة والمواجهة وإرساء قواعد الدولة والنصر ومنها إلى العالمية، كانت الهجرة النبوية انتقالاً استراتيجياً من مرحلة الصراع في منطقة مغلقة إلى الصراع في منطقة مفتوحة تتيح للدعوة الجديدة إبراز قيمها ومبادئها وفلسفتها المختلفة عن القائم الموجود آنذاك.

وأعطت الهجرة في تفاصيلها دروساً خطيرة ودقيقة في تأكيد الالتزام بالمبادئ والثبات عليها، والمناورة على قاعدة الالتزام، وسلامة التخطيط، وفهم الظروف وإدارة هذا الفهم عملياً، وتوضيح قضية إيمانية بسلوك عملية وهي قضية التوكل وتكاملها مع السعي وبذل الجهد.حينما تآمر كفار مكة للتخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحددوا خيارات التعامل معه بالقتل أو الإخراج أو السجن المفهوم من مدلول قوله *وإذ يمكر بك الّذين كفروا لِيُثْبِتوك أَو يقتلوك أَو يُخرِجوك*، ففضّلوا قرار الإخراج وهمّوا بإخراجه صلى الله عليه وسلم من مكة بعد اكتمال المؤامرة وتهيئة الظروف الداخلية لها *وَهَمُّوا بإخراج الرسول*، وتقرر لديهم دفع رسول الله للخروج وإرهاقه نفسياً واستفزازه الدائم لفعل الخروج *وَإِنْ كادوا لَيَسْتَفِزّونك من الأرض لِيُخرجوك منها*

وهذه الآيات توحي باستمرار مشاورات المؤامرة مدة ليست بالقصيرة حتى وصلوا إلى قناعات مشتركة ترضي بطون قريش الجائعة، ولمّا عجزوا عن استفزازه اتخذوا قرار اغتياله واعتبروه شخصية خطيرة يجب تصفيتها، فكان هذا القرار يعني نهاية الحلول التكتيكية ومناورات البقاء وإدارة الأزمة في المكان، فقرر حينها الخروج، وهنا يصبّره الله تعالى ويضمن له النصر وإنجاز المهمة بعد كل هذه التضحيات:

*إلا تنصروه فقد نصره الله إِذ أخرجه الذين كفروا*عندما أسمع كلمة الهجرة تهجم عليّ هجرة أبنائنا إلى بلدان الغرب بحثاً عن لقمة العيش، وهجرة الملايين من أبناء الشعوب المضطهدة هاربين خائفين من الحروب والفتن المظلمة.

الهجرة تعني أن تفتح خياراتك وأن تبحث عن تربة خصبة لفكرتك حتى تنمو لتكون قادراً على العودة ثم تنطلق إلى فضاء أرحب، من سنن الله في خلقه أنه شرع للمستضعفين الهجرة من بلاد الظلم إلى بلاد العدل فعندما يستشرى الفساد والظلم وتنسد كل آفاق التغيير تصبح الهجرة هي الحل بحثاً عن الكرامة والحرية فهي بغية الأحرار وغاية الأبرار، قال تعالى *ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها*وبمناسبة اقتراب حلول السنة الهجرية ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ندعو إلى الهجرة العامة الجماعية المتجلية في التوبة إلى الله، وهجرة الفساد والسرقة والحقد والبغض والكراهية والغيبة والنميمة، الهجرة إلى عبادة الله وتوحيده، وإلى فعل الخيرات وترك المنكرات، وهجرة رفقاء السوء، وليس الهجرة الفردية التي لا تغير من الوضع شيئاً.

فالهجرة ليست مجرد تقويم فلكي أو حدث تاريخي عابر، الهجرة ميلاد أمة ومنهج حياة، الهجرة أمر رب العالمين *فتهاجروا فيها* وسنة المرسلين *إني مهاجر إلى ربي* وسبيل العاقلين *سافر تجد عوضاً عمن تفارقه* و وطر الطالبين ودعاء المضطهدين *ربنا أخرجنا من هذه القرية.

*🖋️إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.