أحياناً يصور لنا البعض أنهم أجمل أشخاص بأجمل مباديء وأجمل شخصية وأجمل تعامل ثم نكتشف أن الصورة “فوطوشوب” أو “فوطوشوك” كما قيل على لسان صاحب رائعة “كاينا ظروف”
فمن مظاهر ازدواجية التفكير، أن يظهر أمامك أحدهم ثابتاً على مبادئه نهاراً لا تهزه الأعاصير، لكنه يقضي ليله يتسكع عند هذا وذاك يرجو مصلحة، ويتسول ما يمكن تسوله ويهرق ماء وجهه أمام من يتظاهر بمعاداتهم نهاراً، ويظن أنها ذكاء منه وفطنة، ولا يعلم أن الجمهور مدرك لألاعيبه، وربما يعلم لكنه يحاول إقناع نفسه بأنه لا يعلم، يتصرف مثل الطفل يريد أن يأخذ كل شيء وأن يحتل كل الأمكنة، فساعدوه جزاكم الله على احتلال مكان واحد يناسبه، فمن حق أي إنسان أن يجري وراء مصالحه لكن ليس على حساب الآخرين…
لقد تبين أنه لا علاقة بين المستوى العلمي والقدرة على الفهم والوعي والوقوف إلى جانب الحق، فهناك بعض حملة الشهادات أذواقهم معدومة ومستواهم الفكري لا أقول العلمي متدنٍ بشكل كبير، يناصرون الباطل رغم معرفتهم الحق، ويرمون ما يحملونه من علم خلف ظهورهم عند أي تعارض مع مصالحهم، يضعون الشهادات والعلم والثقافة في جهة، ويصطفون خلف “القبلية” بمفهومها العصري، الحزب، المصالح الذاتية…
وهذه الفئات الإنتهازية لا تعرف لها منهاجاً أو جهة، تجدهم مع الكلاب التي تطارد الصيد، وتجدهم مع الصيد الذي تطارده الكلاب، فيتفقون معك على غيرك، وعليك مع غيرك، فلا تملك إلا أن تقول ما قاله الله فيهم: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً)، لكن وسائل التواصل الإجتماعي ساهمت في هذا الفضح، حيث لا عقل ولا منطق، هناك مصالح شخصية فقط…
وفي المقابل هناك بعض المتعلمين مَن يملكون من الوعي والفهم والأخلاق ما يفوق أصحاب الشهادات، وفي مقدمتهم بعض كبار السن من “العقلاء” الذين يفهمون الواقع ومشاكله بشكل يفوق المختصين والخبراء والمثقفين، والنقطة الأساس هي القناعة والرضا بما قسمه الله لهم وامتلاك إرادة الفهم بصرف النظر عن المستوى العلمي.
🖋️ إدريس زياد