تشكل العربات المجرورة بالدواب (الكاروات) التي تجوب بكل حرية شوارع وفضاءات مدينة قلعة السراغنة، مظهرا بدويا خالصا لا زال يلقي بظلاله على عاصمة الإقليم، ويسلبها ملامحها الحضرية، ويشتكي منه المواطنون منذ مدة طويلة، حيث يلاحظ كل زائر للمدينة عشرات العربات في معظم الأحياء والشوارع والأزقة، وهي تنقل البضائع والركاب ويسوقها قاصرون نيابة عن آبائهم أو أقاربهم، وبحكم تصرفاتهم الطائشة فقد أصبحوا يشكلون خطورة كبيرة على حياة المواطنين، حيث لا يحترم هؤلاء القاصرون قوانين السير، وغالبا ما يؤدي تعاملهم بالضرب المبرح مع الدواب إلى جموحها وخروجها عن نطاق السيطرة، وقد سجلت العديد من الإصابات في صفوف الراكبين الذين يستعملون هذه الوسيلة للتنقل، إضافة إلى الأضرار والخسائر المادية التي تلحق بالسيارات الخاصة والراجلين.
وتتسبب العربات المجرورة بالدواب ( الكاروات) في اختناق حركة السير ببعض المحاور الطرقية، بأحياء النخلة 1و2 وشارع الرحالي الفاروق وحي العرصة وجنان بكار وبالشارع المؤدي إلى مستشفى السلامة الإقليمي وشارع الجيش الملكي، والشارع الرئيسي للمدينة (شارع محمد الخامس وشارع الجيش الملكي) وخاصة يوم انعقاد سوق الاثنين الأسبوعي.
وقد استفحلت في الآونة الأخيرة ظاهرة العربات المجرورة بالدواب والتي تجوب شوارع وأزقة المدينة بشكل ملفت للنظر، وأغلب تلك العربات بدون رخصة، ويبدو أن الأرباح التي يجنيها أصحابها قد شجعت على تزايد أعدادها لبعض قاطني الدواوير المجاورة للمدينة، حيث أوضح أحد المواطنين أن العائدات اليومية لكل عربة لا تقل عن 200 درهم يوميا، مما دفع بعض الأشخاص إلى امتلاك أكثر من عربة وكرائها، أو تشغيل أحد القاصرين على متنها.
ورغم المشاكل العديدة التي تسببها العربات المجرورة بالدواب بالمدار الحضري لمدينة قلعة السراغنة، على مستوى النظافة، وحركة السير، فإن المصالح المسؤولة عن تنظيم حركة السير والجولان بالمدينة اصبحت مطالبة بمحاربة هذه الظاهرة، واتخاذ إجراءات زجرية في هذا الشأن،أو على الأقل منع مرورها من الشوارع التي تعرف حركة سير كبيرة لأصحاب السيارات والدراجات النارية.
وإذا كان المجلس الجماعي لقلعة السراغنة وجميع الجهات المسؤولة، تجد صعوبة في القضاء على هذه الظاهرة والسماح باشتغالها بسبب قلة تواجد وسائل النقل نحو الجماعات المجاورة كالمربوح وازنادة ومايات واولادبوكرين وبعض الدواوير المحاذية التي تم ضمها مؤخرا للبلدية مثل البانكة، وكدية الجمالة، ودوار لقرع، والكورس، وأولاد عبد الواحد، فإن سكان المدينة يتطلعون إلى الحد من حركة العربات المجرورة بالدواب على الأقل ببعض المحاور كالشارع الرئيسي محمد الخامس بوسط المدينة وشارع الحسن الثاني وشارع الجيش الملكي والرحالي الفاروق.
وذلك لوقف فوضى السير الطرقي، للمساهمة في حماية حياة المواطنين الراجلين من أخطار العربات.