القضية الفلسطينية ستبقى دائماً قضيتنا لما تحمله من قيّم التحرر والإنعتاق من قيود الإستبداد والظلم ولما تمثله من عدالة إلاهية التي يجب أن تتحقق على أرض الرسالات، فلسطين كانت ولا تزال صراع وجود وليس صراع حدود كما يروج البعض، القضية الفلسطينية في قلوب كل المسلمين رغماً عن زبانية أوسلو، والسلطة الفلسطينية كانت أول المطبعين مقابل الحصول على اعتراف بمنظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير صُنعت و مُهدت لبيع القضية الفلسطينية وعندما استفاق عرفات من غفلته أزاحوه ونصبوا من سيكمل الدور في مسرحية رئيس المنظمة، وهذا أرخص ما قدمت المنظمة مقابل التطبيع مع إسرائيل، لكن لا ننسى أن هناك هيئات فلسطينية لها امتدادات شعبية واسعة لازالت لم تعترف بإسرائيل، منها جبهتين يساريتين وهما الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية إلى جانب الفصائل و الحركات الإسلامية ومنها حركة حماس…
السياسة مصالح أيها الخائض في بحر لا تعرف عمقه، فإذا كان الفلسطينيون لهم علاقات وتنسيق واتصالات يومية مع إسرائيل، وجل الفلسطينين يشتغلون في إسرائيل ولهم اتفاقيات في العديد من المجالات، فلا يمكننا أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، اليوم اعترفت إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، عكس منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تعترف وإلى يومنا هذا بمغربية الصحراء، في حين تتواصل مع زعماء مرتزقة البوليساريو وتتعاطف معهم وتستجدي أي لقاء ولو كان شكلياً مع إسرائيل، ثم إن إسرائيل لم يسبق لها معاداة المغرب في وحدته الترابية عكس جارة السوء الشرقية التي تبذل الغالي والنفيس من أجل تقسيم المغرب، ناهيك عن القدح اليومي عبر قنواتهم الإعلامية الرسمية، أما النضال الفلسطيني الحقيقي فنحن أعلم به من كمشة لصوص الزيت والسكر الذين كسروا رؤوسنا بالشعارات الفضفاضة والخطب النارية التي لا تبرح القاعات المغلقة أو المكاتب المكيفة…
قريباً سيتم إدراج جبهة البوليساريو بصفة رسمية في قائمة الإرهاب وإقامة العقوبات الإقتصادية على الدول التي تدعمها، وسنرى العنتريات الفارغة لأنظمة العسكر كيف ستكون نهايتها، وللعلم فجارة السوء لم تقدم للفلسطينيين ولو عُشُرَ ما قدم المغرب والتاريخ شاهد على ذلك، و قائمة الشهداء المغاربة الذين قضوا بساحة المعركة بفلسطين شاهدة وهي وسام لكل المغاربة، في حين لم نسمع بأي جزائري سقط في ساحة النضال هناك، ولم يقدم حكام جارة السوء لأهلنا في فلسطين سوى الشعارات الرنانة المزيفة كما يفعلون دوماً مع دعاة الإنفصال…
وفي الأخير يبقى عالم السياسة مفتوحاً على جميع الإحتمالات وجميع التوقعات، والمغرب قد اختار تكتيك سياسة اعتراف الدول بمغربية الصحراء، ففي عالم السياسة ليس هناك صداقات ولا عداوات دائمة بل هناك مصالح استراتيجية، وهذا التكتيك الذي نهجه الملك الذي كَسَّرَ عنتريات كابرنات الجزائر سيكون في صالح الدولة المغربية، وفي صالح منطقة الساحل والصحراء، وفي صالح إخواننا المحتجزين في مخيمات العار بتندوف الجزائر حيث سيحررهم من أيادي البطش المرتزقة وأيادي الغدر العسكرية الجزائرية.
🖋️إدريس زياد