Sign Up to Our Newsletter

Be the first to know the latest updates

[mc4wp_form id=195]
أخبار وطنية

مع قهوة الصباح  يكتبها ل “أخبار تساوت” المدون ادريس زياد في عدد اليوم الأحد*خدعة الكلاب في صناعة الرأي العام*

كان لأحد الأشخاص خروفاً أراد بيعه، فأخذه إلى السوق، فرءآه أربعة لصوص، اتفقوا أن يسرقوا منه الخروف بأسلوب ذكي، فتقاسموا الجلوس على جانب الطريق المؤدية إلى السوق التي سيمر منها صاحب الخروف، فجلس الأول في بداية الطريق المؤدي إلى السوق وجلس الثاني في ربع الطريق وجلس الثالث بعد منتصف الطريق وجلس الرابع قبل نهاية الطريق بقليل.

مر صاحب الخروف بجانب اللص الأول وألقى عليه السلام، فرد اللص السلام وبادره بالسؤال: لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟ فالتفت صاحب الخروف إلى اللص وقال له: هذا ليس كلباً إنه خروف سأذهب لبيعه في السوق، ثم تركه وانصرف.

وبعد مسافة التقى باللص الثاني وإذا به يسأله:

لماذا تربط هذا الكلب وتقوده خلفك ؟

فنظر إلى اللص وقال له: هذا خروف وأنا ذاهب لأبيعه في السوق، وتركه وانصرف.

لكن الشك بدأ يتسرب إلى قلبه فأخذ يتحسس الخروف ليتأكد هل هو كلب فعلاً كما سمع من الرجلان أم أنه خروف كما يعتقد هو، وبعد مسافة التقى باللص الثالث وإذا به يسأله نفس الأسئلة السابقة: لماذا تربط الكلب خلفك ؟ فاندهش الرجل وزادت حيرته ونظر إلى اللص ثم انصرف ولم يجبه على سؤاله لأنه بدأ يتأكد أنه يقود كلباً وليس خروفاً.

وبعد مسافة التقى باللص الرابع فسلم عليه وباشره اللص قائلاً: مابك يارجل تربط الكلب وتقوده خلفك ؟

هنا تأكد صاحب الخروف أنه يقود كلباً وليس خروفاً، فليس من المعقول أن يكون الأشخاص الأربعة كاذبون، ثم التفت إلى اللص وقال له: لقد كنت في عجلة من أمري فاعتقدت أن هذا الكلب خروفاً فربطته لأذهب به إلى السوق لأبيعه ولم يتبين لي أنه كلب إلا الآن ثم فك وثاق الخروف وأطلق سراحه وعاد مستعجلاً إلى بيته يبحث عن خروفه، فأخذ اللصوص الخروف وأنصرفوا وهم يتهامسون بسرور وغبطة!

 

حقيقة واحدة يجب إدراكها وهي أن الخروف سرقه اللصوص وأن الكلب عشعش في عقل صاحب الخروف.

والعبرة من هذه القصة هي التعتيم الإعلامي والكيفية والطريقة التي تتم بها صناعة الرأي العام والتضليل من قبل المنبطحين عبر وسائل الإعلام وأصحاب الأقلام المأجورة والوسائط التي احترفت البزنس واللصوصية في الدين واليقين، وكيف يفعلون لأجل ذلك كل ما يمكن من تزييف وقلب الحقائق وصناعة المشهد التمثيلي للخداع واللعبة بالعقول.

ما أكثر الذين يكتبون بمداد ممزوج بالسم، وما أكثر الجهلة الذين يكتبون في قضايا مصيرية بغباء ينتمي لفكر البقر أكثر مما ينتمي إلى فكر البشر، وما أكثر الساقطين الذين ينفثون قذارات نفوسهم مقابل فتات أسفل الموائد *وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا*

هكذا حال الإعلام المزيف والمأجور.

🖋️إدريس زياد

أخبار تساوت

About Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AKHBARTASSAOUT @2023. All Rights Reserved.